طابت أوقاتك^^

بدأتَ رحلتك في الكتابة لكنك مستاءٌ جدًا! مستاءٌ من أخطائك الإملائية، من أسلوبك الركيك، تشعر أنك لا تتحسّن؟ وتعبت من هذا وذاك…

حسنًا! اطمئن لأنني مثلك وأحاول كل يوم أن أكون أفضل، جاءتني العديد من الملاحظات مثل: تكتبين بإسهاب، تستطردين، تكثرين من الأسلوب الإنشائي… والأخطاء الإملائية دعها على جنب ليس وقتها.

لا تسمح لأحد أن يُقيّم كتاباتك ليحبطك، وجاور المبدعين تبدع، جاور المحاولين الملهمين وتوقف عن الاستماع لآراء الآخرين لأنها لا تدلّ عليك.

جاهز للنصائح التي جمعتها لك صديقي، إذن لنبدأ بسم الله بديع السموات والارض.

06 نصائح لتعبر من مرحلة مبتدئ إلى محترف

نصائح بسيطة لكن أثرها سيكون جميلا وستشكرني بإذن الله.

اتبع البساطة: ابتعد عن الألفاظ المعقدة والغريبة فأنت بذلك تجعل القارئ يركض يفرّ دون أن يلتفت خلفه، صدقني وستشعر أنك أسد🙄، كن عفويًا ولا تتشدّق كما يقول أحد البلغاء ِ[أُحذّركم من التقعير والتَعمُّق في القول وعليكم بمحاسن الألفاظ والمعاني المستخفّة والمستملحة، فإنّ المعنى المليح إذا كُسي لفظًا حسنًا وأعاره البليغ مخرجًا سهلًا كان في قلب السامع أحلى ولصدره أملأُ]. [جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب].

شارك قصصك: لا يوجد إنسان على وجه الأرض إلا ولديه تجارب شخصية فريدة وتنفع وتلهم الآخرين، يمكنك البدء من هناك، تخيّل نفسك في برنامج تلفزيوني وسألك المذيع عن تجربتك مع أول كعكة جرّبتها واحترقت وضحكتما سويًا، حين قال لك ساخرًا: أردت أن تأكل كعكة شوكولاطة فأكلت الفحم، نكتة سمجة! أضحكتك؟ هذا هو المطلوب. القصص تبني لك مساحة في قلوب الآخرين، تضحكهم، تلهمهم، تفيدهم وهذا منتهى الإنسانية.

تعلّم من أخطائك: في الكتابة بشكل عام ستتعلم كل يوم من أخطائك ومن أخطاء الآخرين، [إنه من الطبيعي جدا أن تخطئ مليار خطأ، لكن من الحماقة أن تكرر الخطأ نفسه] إنها من تأليفي. لا تخف من الأخطاء ودعني أخبرك أنه ما من أحدٍ يندم على الأخطاء التي تعلم منها كما يندم على عدم المحاولة، الأخطاء هي حجر الزاوية في قلعة النجاح من تأليفي أيضًا

كن قارئك الوفيّ: ليس من حقك أن تُجبر أحدًا بأن يقرأ لك، لكن يمكنك فعل ذلك مع نفسك، اقرأ نصوصك ومقالاتك ومسوداتك ومنشوراتك، وأيقظ الناقد بداخلك صدقني ستخجل من بعض الأخطاء وستكون فخورًا بتحسّنك، وستقرأ لنفسك جملًا رائعة وستهتف قائلًا: واااو كم أنا رائع، لا تخجل من قول ذلك، واقع اليوم جافّ ومجحف والناس أصبحت بخيلة قليلًا ولا أحد متفرّغ ليشكرك ويمدحك، قل ذلك لنفسك^^.

اقرأ للكُتاب الأفضل منك: مهلًا! لا تقرأ لتُقارن نفسك ومن ثمّ تكتئب وتنسحب، لا، اقرأ لتتحسّن وتتحفّز ولا بأس ببعض الغيرة، الغيرة نعم يا عزيزي هناك ما يعرف بالغيرة الإبداعية وكانت شائعة بين الأدباء وحتى العلماء والمحدثين، فلا تشعر بالعار ورحّب بشعور الغيرة لأنه شعور طبيعي يخبرك أنّ ذلك الشيء أو الشخص الذي تغار منه أنك تريده وترغب في أن تكون مثله وأفضل، وكما يُقال عندنا في الجزائر [القلب اللي ما يحب وما يغير أطعمه شواري شعير]، يعني أن الغيرة شعور بشري طبيعي،هذا المثل الشعبي عرفته من الأستاذ أمين الزاوي المترجم والكاتب والمحاضر الجزائري بجامعة وهران، وقد أشرت لمقاله أعلاه (الغيرة بين الأدباء)، اقرأه يا غيور😉.

اقرأ، اقرأ، اقرأ: القراءة هي الباب الأفضل لتدخل منه إلى عالم الكتابة، وربما الوحيد، تابع هذا اللقاء الرائع عن القراءة للأستاذ يونس بن عمارة مع ضيفته المترجمة إكرام صغيري.

الكتابة ليست سهلة وليست مستحيلة، لا تتوقف عن المحاولة والغيرة أيضًا، وستصل إلى مرادك بلا شك، كن واثقًا من ذلك.

واصل نموك وتطورك صديقي، ولا تنسى متابعتي إن أعجبك ما أقدمه لك، ودمت بودّ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حقوق الصورة البارزة: Photo by Julia M Camiron on Pixels