فطريا أخترتُ الأمومة وهذا أولوية حتمية عندي [لقاء نصي مع فاطمة عوض]

مساء الخيرات والمسرّات

بسم الله نبدأ رحلةً طيبة بإذن الله، نلتقي فيها بأمهات رائعات ومثابرات جمعتهنّ دروب الكتابة الوعرة وتضحيات الأمومة، نكتشف معهن رحلاتهنّ الممتعة والمتعبة ونتعلّم سويًا من خبراتهنّ، ونبدأ الرحلة مع أول بطلة بادرت لتكشف الستار عن رحلتها وهي الكاتبة المبدعة فاطمة عوض، صاحبة مدونة العالم المشرق التي تطلّ من خلالها على العالم.

وفي عجالة نذهب مباشرة إلى الاستماع إلى قصتها، نعم فالحروف وهي مكتوبة أيضًا لها صوت وصدى…

كيف تعرّفين نفسك؟

كما كتبت في حسابي في المدونة، إنسانه بسيطة هادئة أحب اللغة العربية والكتابة، وأتمنى أن أصنع تغييرا وإلهاماً بقلمي. 

متى بدأتِ رحلتك مع الكتابة؟ 

منذ أيام  المدرسة كانت تعطى لنا دروس في التعبير كنت اكتب صفحات وصفحات وكنت أقرأ كثيرا من مكتبة  الوالد، وأي شي تقع عليه عيني،  وهذا أكثر شي عزّز فييّ حُب الكتابة، بدأت بكتابة الخواطر، إذا طلب مني مقالاً وهكذا.

ما الذي دفعك للكتابة؟

حقيقةً هو شيء فطري في الإنسان، هبة من الله ، وربما لأني كتومة فأحب نثر مافي خاطري على الورق

 ما مصادر إلهامك؟

   حبي للغة العربية وأهم مصدر لها القرآن الكريم،  الشعر الجاهلي  والحديث فهو ينمي الحصيلة اللغوية، كتب الأدب الإنجليزي، كتب التاريخ

هل كنت أمًا قبل الكتابة أم بعدها؟

بالطبع قبل لكن توقفت فترة طويلة عن القراءة والكتابة، وهذا خطاء والآن أحاول أن أحث أولادي على الكتابة من خلال الملاحظات الورقية على باب الثلاجة وهي عادة  قديمة وحميمة.

كيف تصرفتِ في فترة الوحم مع الكتابة؟

للأمانة فترة الوحام عندي كانت خفيفة فقط نوم وخمول، بعد مجيء الطفل هو المرحلة الأصعب  🤭 وهي مرحلة الإنقطاع.

كيف توازنين بين الأمومة والكتابة؟ 

صراحة  كنت أفضل الكتابة على الورق، ولكن لايمهلك الوقت والأطفال أن تمسكي ورقة وقلم، فكلما خطرت لي فكرة مقالة أو خاطرة، دونتها في ملاحظة الهاتف،  مرة كتبت خاطرة وأطفالي يلعبون في الحديقة، ومرة  لمعت في رأسي فكرة قبل النوم وأرقتني إلى أن كتبتها وهكذا، التقنية سهلت علينا الكثير.

في بداية رحلتك مع الأمومة، هل عشتِ شعور التناقض بين دورك كأمّ وبين شغفك وحماسك للكتابة والحياة المهنية؟

أكيد شعور التناقض ينقض لكن الأمومة تفوز، اعتبريها استراحة محارب ستقفين قليلا ة ثم تعودين مفعمة بالغنائم.

ما هو أكثر شيء تحبينه في الكتابة؟ وما هي اللحظات الممتعة والتحديات التي واجهتها أثناء الكتابة؟

يا للمصادفة  بالأمس كتبت مسودة لمقالة عن أسباب حبي للكتابة، ذكرت عدة أسباب، الكتابة تدوين للذكريات، تفريغ للمشاعر، تواصل مع العالم.☺️ وأكيد هناك لحظات ممتعة عندما  تسمعين إطراء عن ما كتبته وتفتخرين  بإنجازك. 

أما عن التحديات فواجهت خوفا من نشر كتاباتي، لكن بعد انضمامي لمجتمع رديف تحررت بعد توجيهات أستاذ يونس بن عمارة وله جزيل الشكر.

 [فاطمة مشتركة في رديف، اشترك أنت أيضًا]

ما هو أكثر كتاب قرأته وترك فيك أثرًا؟

على الصعيد الديني كتاب كيف عاملهم رواية ذهب مع الريح وله معزّة خاصة عندي، الإسكندر المقدوني، جين إير.

هل عشتِ ما يعرف باكتئاب ما بعد الولادة؟ وكيف ساعدتك الكتابة في تخطي ذلك؟

عادة يأتي بسبب قلة النوم، وبكاء الطفل بشكل متكرر، وكثرة المسؤوليات، دوني كلما تحسين به وأشتكي للورق ،حتى قصة ولادتك دونيها هذا حدث مهم في حياتك .

الكتابة أم الأمومة؟ هل عصف بك هذا السؤال ذات ليلة؟

 لم يعصف بي هذا السؤال، لأني فطريا أخترت الأمومة وهذا أولوية حتمية عندي.

في رأيك، هل الأمومة هي ما يعطّل الأم الكاتبة؟ أم أنّ لسوط الموروث والعادات الدور الأكبر في ذلك؟

لا ألقي على الأمومة أغلب اللوم،لكن الأمومة ليست مرضا يعجزك، ولم تكن عائقا، في مجتمعاتنا العربية تلقى علينا أحمال كثيرة وواجبات إجتماعية، ضيوف،إلتزامات كثيرة ، اصعب من الأمومة.

تقول مجدولين الرفاعي: “أولادي هم أجمل الروايات التي كتبتها بكل فخر وما زلت أعتز بإنجازاتي العظيمة” ما رأيك أنت ذلك؟

أوافقها الرأي تماما.

تقول الكاتبة إليف شافاق في روايتها حليب أسود: “يوم عرفت أني حامل، ارتعبت المرأة الكاتبة بداخلي…” هل جربت ذلك؟

لماذا؟ هناك روح جميلة نقية تعيش في داخلي وستبصر النور هذه معجزة لم ارتعب؟

أما الكاتبة بثينة العيسى فتقول: 

“الأمومة مثل الكتابة. إنها عملية استدعاء متواصلة لأمومة النساء السابقات؛ أمي، جدتي، أم جدتي، جدّة جدّتي (..) أنا مجرد حلقة في سلسلة من النساء؛ حمّالات الحكايا، حارسات الذاكرة (..) الأمومة مثل الكتابة؛ إنها محاورة مع أمومة سابقة وانفتاح على أمومةٍ آتية. عملية استدعاء أبدية للذاكرة، وهي المكان الذي تكتسي فيه المجتمعات بالخصوصية، وتحظى بالهوية والتفرد”

ما تعليقك على هذا الكلام الذي نشرته في عيد الأم من سنوات مضت؟

صحيح أنت تستمدين من أمك بعض الأساليب في الأمومة ولكن لكل أم طابع مميز وفريد.

صفي لي الأمومة في جملة واحدة من وجهة نظرك وتجربتك؟

الأمومة حب وتضحية.

هل لديك نصائح للأمهات اللواتي يرغبن في الكتابة؟

أستغلي أوقات الهدوء، بعد نوم الجميع و اقضي فيها ساعة فقط قبل النوم واكتبي، صحيح أن الأطفال يقطعون حبل الأفكار، لكن هناك أوقات هادئة استغليها، كوني صاحبة عزم وواصلي.

كانت هذه إجابات الكاتبة والأم فاطمة عوض التي عادت للكتابة ولا تزال مستمرة، وتحاول بأقصى جهدها أن تكون ناجحة في وملهمة في كلا الوظيفتين.

فإذا كنتِ أمًا وكاتبة ولديكِ قصة ملهمة أو تجارب تنقلينها إلى الأخريات، فيسعدني أن أكون جسرك لتحقيق ذلك. لنصنع مجتمعًا من الأمهات اللواتي يكتبن … دون أن يتحججن أنّ الأمومة عائق أمام الإبداع والإلهام. صحيح أنّ هناك أمهات يبدعن بالصوت والصورة والفيديو… لكننا نحتاج أمهات تبدعن بالقلم والكتابة.

أسمعي العالم صوتك وشاركي إرثك، وأقصد قصتك وتواصلي معي الآن مباشرةً:

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

حقوق الصورة البارزة: موقع بيكسل.

رأي واحد حول “فطريا أخترتُ الأمومة وهذا أولوية حتمية عندي [لقاء نصي مع فاطمة عوض]

أضف تعليق