لماذا قد أشكر يونس بن عمارة وطارق الموصللي على الملأ؟

يا مساء الخيرات والبركات…

ترددتُ قليلًا قبل نشر هذه التدوينة لعدة أسباب. ثم قلتُ في نفسي أنّ لا فائدة من شكرهما ذات يوم حين يفارقان الحياة، بعد عمرٍ طويل، ونفع وعلم غزير… كما تقول جدّتي: “كي كان حي مشتاق تمرة، وكي مات علقولو عرجون”.

بمعنى أنّه لا نقدّم الشكر والاهتمام للآخرين في حياتهم، ثم نتظاهر بتقديم اهتمام مبالغ فيه عند وفاتهم.

عندما دخلتُ مجال الكتابة على الإنترنت كان الأستاذ يونس يقرأ لي، ويشيد بكتاباتي وأسلوبي في حصص رديف. حتى أنني أذكر أنّه كان يمنح مقالاتي الأفضلية في بعض الحصص من بين مقالات الزملاء. وكان ذلك يؤثر في نفسيتي وثقتي بنفسي أيما تأثير.

كنتُ أتعجّب حينها من حرصه على تقديم الثناء قبل الذم، حتى لو كان المقال يحمل قنطارًا من الأخطاء وفيه افتتاحية جيدة، يبدأ بمدح الافتتاحية، ويضخ في نفس الكاتب قناطيرًا مقنطرة من الحماس والشغف للكتابة، ثم يأتي على ذكر الأخطاء مع تصويبها. فيخرج الكاتب من الحصة بدافع وثقة أكبر لتحسين مستواه.

لا يمكنني حصر خصاله الطيبة في هذه التدوينة، لكن يكفيه شرفًا أنه يضيف للويب العربي يوميًا النفع والقيمة، وجزاءه عند الله عظيم. لا أزكّيه لكنني أمدح ما تراه عيني من الأخلاق الرفيقة التي يتحلّى بها.

أما عن الأستاذ طارق الموصللي فلا يمكنني إيفاءه حقّه، مدونته مليئة بالمقالات القيّمة رغم ظروفه الصعبة في سوريا الحبيبة، ورغم ظروفه الصحية التي يمرّ بها. لكنه لم يتخذ من ذلك عذرًا ليقف مكتوف الأيدي دون أن يضيف للويب أي نفع.

عدا المحتوى الذي يقدمه هو يتحلةى بميزة نادرة، وهي تحفيز المبتدئين والقراءة لهم، وكأنه يجيب على ذلك السؤال الصعب الذي يطرق رأس كل واحد منا حين يكتب تدوينته الأولى: من سيقرأ تدوينتك السخيفة؟ الأستاذ طارق يقرأها ويشاركها، ويهتم بكل من يفتتح مدونة جديدة ويرافقه حتى يشتدّ عود مدونته.

أحاول قدر الإمكان الإشارة لمحتواهم أي الأستاذ يونس والأستاذ طارق، لكن اليوم شعرتُ أنّه عليّ إفراد تدوينة كاملة من أجلهما. وإذا كنت ترى أنني أبالغ، فيؤسفني أن أخيّب ظنك لأقول لك: إنهما يستحقّان أكثر من ذلك أضعافًا مضاعفة.

شكرًا أستاذ طارق وشكرًا أستاذ يونس، كلّي فخر وامتنان وأحمد الله على وجودكما في عالم الكتابة والتدوين، أرجو أن تستمرّا في فعل ما تفعلانه رغم قلة الدعم، وقلة التقدير لما تبذلانه. أنا متاكدة لو أنكما بذلتما في غير الكتابة والنفع، لكان لكما داعمون كُثر والواقع يثبتُ ذلك، وما قلتُ بهتانًا ولا كفرا…

كتبتُ هذه التدوينة في عُجالة حتى لا أغيّر رأيي، وإلا كنتُ أرفقتها بأدلة لا يمكن لأحد تجاهلها. لكن يكفي أن تزور مدونة كلٍ منهما وهنا ستسكتُ قليلًا، لترد قائلًا: معكِ حق يا دليلة. أدام الله سيل مدادكما، وجعل كل حرفٍ تكتبانه في ميزان حسناتكما.


اكتشاف المزيد من مدوّنة دليلة رقاي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

رأي واحد حول “لماذا قد أشكر يونس بن عمارة وطارق الموصللي على الملأ؟

أضف تعليق