يا أهلًا بأحباب الحمام الزاجل، أشرقت الدنيا بنور وجوهكم يا طيبين. ليست مجاملة 😅 فأنتم من أحب الناس إلى قلبي 🤍 رعاكم الله وسدد خطاكم.
إلى عدد اليوم…
ملاحظة: كتبت العدد قبل أكثر من أسبوعين، ولم يُكتب له رؤية عيونكم الجميلة🥰🕊️
تعيش الجزائر هذه الأيام معرض الكتاب، وتنتشر على فيسبوك صور برّاقة للبيع بالتوقيع، وبينما أنظر إلى تلك الصور أقول في نفسي: يا إلهي، متى يأتي دوري😁 ليس دوري لنشر مؤلفاتي، بل دوري لأخذ السلفي مع الجمهور😅
هل تتوق لأخذ صورة سلفي رفقتي، وتحمل بين أناملك مؤلفي الموقّع برسالة مني؟ اِعترف، نفسك تواقة لذلك. طبعًا أمزح، لا أجد في نفسي شوقا لتلك المجالس، بقدر ما أتطلع لأكون تلك النسخة المثقفة، غزيرة الإنتاج وذلك لفرط الاطلاع والقراءة والتجارب، فأنا أحمل بين جنبات روحي صورة حالمة عن الكاتب.
وأتمنى أن أصل لتلك الصورة قبل أن أجلس على كرسي التوقيع في معارض الكتب. وتلك الصورة التي تخيلتها في صغري ليست سهلة التحقيق، بل وتزداد صعوبة مع الأيام.
تخيل أنه مرت ثمات سنوات عن محاولتي لتأليف رواية “أحببتُ من حيفا” وكم كان سهلا جلوسي حينها وأنا أتخيل، وأكتب وأعيش أحداثا مختلقة من رحم إبداعي. كنت أتخيل نفسي رضوى عاشور، أو نردين أبو نبعة… كنت حينها مهووسة حتى المرض بكل ما يتعلق بفلسطين،
لا أدري كيف تغيرت هكذا وأصبحت أنظر للأمور بعقلانية أكبر، وبقلب أوسع… وهذا لا يعني أبدًا أنّ محبتي لكل ما هو فلسطيني قد تغيرت.
ومرت سنتان عن محاولتي نشر مجموعة قصصية، وكنت متحمسة ومتطلعة لذلك جدًا، لكن اليوم أعيد التفكير في الرواية التي سأكتبها يوما إن حدث وكتبت، تغيرت الكثير من الأشياء… تخيل أنني أحمد الله أنني لم أكتب رواية “أحببته من حيفا” لأن نظرتي عن الحب من أساسه تغيرت، بل حتى نظرتي للرجل والأنثى …
ربما سأتحدث عن تلك المتغيرات يوما ما، أما الآن ما رأيك أن أتحدث معك يا رفيق حرفي عن أسباب الكتابة على الإنترنت، لماذا أُتعب نفسي وأكتب بينما أستطيع مشاهدة شيء مسلً، أو الذهاب لإعداد كعكة لشرب قهوة العصر، مع أنّ نفسي ترغب في ذلك أكثر من الكتابة نفسها.
لماذا برأيك؟ لأن إعداد الكعك والحلوى، وحتى غسل الصحون وتنظيف الأرضيات وتغيير حفاضات ياسين أسهل من الكتابة. إنها الحقيقة😁
أكتب لمساعدة نفسي
أخبرتك أنّ الكتابة حاليًا أصعب من أغلب المهام المنزلية التي أنجزها يوميًا، لكنها أكثر فعل يمنحني جرعة عالية الجودة من الدوبامين، وينشر شيئا من السرور والفرح النوعي في كياني. شعور الانتصار على تأجيل ومقاومة الكتابة شعور لا يضاهى، إنه أجود من الشعور الذي يُحدثه إشعار باي بال بقليل، وأحيانا يخسر أمامه.
أكتب لمساعدة نفسي على إكتشاف القبو الذي أهرب منه. أكتب لأتعرّف على دليلة أكثر، خاصة اليوم… فاليوم أواجه مواقف وردات فعل تصدر مني غريبة عجيبة ولا أجد لها تفسير، حتى أنني أصبحت غير متأكدة من تصرفاتي حين تكون تصرفات الآخرين أو المواقف التي تختبرني بها الأيام غير معهودة.
أكتب لأفضح ما في عقلي وقلبي وأحبسه على الورق، لأعرف حقيقة نفسي.
أكتب لمساعدة الآخرين
أفرح كثيرًا حين تأتيني رسالة على الخاص من شخص يمدح كتاباتي، ويصف لي كيف قادته مقالاتي لبدء العمل المستقل، أو إيجاد عميل في الكتابة، أو حتى إطلاق نشرة، أو مدونة… كل هذا يضخ في قلبي الكثير من الفرح والغبطة.
وأسأل الله أن أستمر دائما في إلهام الآخرين ومساعدتهم، لهذا أنا أكتب الآن.
أكتب لأعلّم نفسي علنًا
لم أنجح بالشكل الكافي في تعليم نفسي علانية ونقصد In Public وطبعا عميد التدوين لم يترك الموضوع غامضا، وشرحه لنا في هذا العدد من نشرته السابقة. تعلمتُ الكثير عن فنون الكتابة في الأيام الماضية، أما اليوم فأنا أترنح بين البينين…
وأسعى لتعليم نفسي مجددًا لكن في مجالات أخرى لأضمها إلى الكتابة مستقبلًا، وعلى سبيل المثال: أتعلّم حاليًا ماذا تعني كلمة ماما التي يقولها ياسين عن كل شيء، هل هو يناديني، أم يطلب شيئا ما، أم يشتكي من أمر ما… وكيف يخدم تعلّم ذلك الكاتبة التي تجلس على الرصيف صامتة بينما تصرخ الأم الثائرة … وكلتا الشخصيتين أنا.
وبمناسبة التعلم هل قرأت عدد نشرة خواطر مفكرة حول موضوع التعلم الذاتي والأرقام التي لم يخبرك بها أحد عنه؟
أكتب لأترك أثرًا وأوثّق جزءًا من حياتي
قد ننسى أحيانّا أننا راحلون، والدنيا ليست إلا ساعة. ألا تستحق تلك الساعة أن تحيا فيها بسلام، وندوّن ما عشناه بكل حب وأمل ليقرأه مَن سيأتي بعدنا.
تمرّ الأيام… وتغادر دليلة الحياة الدنيا، وتأتي فلانة أو فلان… سواءً كانوا أصدقاء أو أقارب أو غرباء، وقرأوا ما كتبت دليلة واستفادوا وأفادوا، ألن تكون دليلة سعيدة؟ طبعًا هي لا تنظر إليهم مبتسمة من فوق كما تروّج الأفلام 😁 لكن دعواتهم ستصلها من دون شك.
إذا لم أحقق أي فائدة من الكتابة تكفيني هذه، وأتمنى أن تنبض حروفي بالحب والعطاء حيةً كنتُ أو ميتة. هذا إذا دفع أحدٌ ما مستحقات خطة ووردبريس واسم النطاق، ربما سيأتي ملاكّ من الجنة ويدفع عني مدى الحياة 😁
تذكرتُ تدوينة الأستاذ طارق عن دفع مستحقات مدونته، لابد أنه استطاع دفعها بطريقة ما. وإلا ما استمرّ في إدهاشنا بتدويناته الفريدة.
أكتب لأبني علاقات (واسطة ومعريفة حميدة)
تحدث الأستاذ يونس عن التشبيك وبناء العلاقات للاستفادة منها في بودكاست رحلة كاتب… وعبّر عن مصطلح “الواسطة” في شكلها المحمود. بمعنى بناء علاقات واسطة ومعريفة كما نقول في الجزائر تخدمنا. مثلًا: جاءني عميلٌ ذات يوم، وكان من طرف الأستاذ طارق الموصللي، ولازلت أذكر حين قال لي بالحرف الواحد، أنه: شخصٌ في منتهى الرقي. وكان أكثر من ذلك.
عملتُ معه فترة من الزمن، وتواصلتُ معه مؤخرًا وتحدثنا بشأن العمل… حتى أنه اقترح عليّ التعاون مع الأستاذ يونس بشأن مجتمع مدفوع، لمشاركة خبراتنا. هل كان هذا سيحدث لولا الكتابة؟ وهل توسّط الاستاذ طارق في العمل شيءٌ مذموم؟ قطعًا، لا.
إذن الكتابة ستجمعك بأشخاص رائعين، وتجلب لك فرصًا لم تحلم بها يومًا.
أحاول وأنت أيضا حاول
أعرف كمية الإرهاق الذي يصيبك، وأعرف عدد المرات التي قررت فيها أن تستسلم ثم أجّلت ذلك لأي سبب كان. أشعر بالمرارة التي تشعر بها وأنت تحاول ولا تجد شيئا ملموسا لما تفعله، أُدرك تمامًا أنك وحدك ولا رفيق معك يهوّن صعوبة الطريق، ويؤنس وحشته.
لكن الحقيقة يا صديقي أنه لا أحد غيرك سيحاول في مكانك، ولا أحد يحمل همّ الخطوة الأولى التي أنت بحاجة إليها. أنت بحاجة إلى خطوة جادة الآن وليس غدًا، أنت بحاجة إلى التحسين باستمرار، ولا يمكنك تحسين ما ليس له وجودٌ من الأساس، لذلك عليك تجسيد فكرتك والعمل على تحسينها الآن، خطوة واحدة تكفي…
يُشتت انتباهنا اليوم بطريقة بشعة، حتى أننا ننسى الاطمئنان على أحد الأصدقاء أو سؤاله عن صحة ابنه المريض، أو السؤال فقط عن أحبتنا إلا أننا ننسى ذلك كليًا بسبب المشتتات، صحيح أنّ هذا العصر الرقمي سهّل حياتنا وأعطانا فرصًا لم يحلم بها من سبقونا، إلا أنه في المقابل يفرض علينا جهادًا لم يجاهده السابقون.
وصلنا إلى نهاية عدد اليوم الذي كاد يذبل في رف المسودات، إلا أن شاء الله له أن يُنشر، أراك في عدد قادم بإذن الله، وإلى اللقاء.
إذا أعجبك ما أصنعه من المحتوى فأرحب بدعمك بأي طريقة تريد، سواءً بالتعاون على مشاريع رقمية أو طلب استشارة في الكتابة والمحتوى، أو طلب تدريب على الكتابة. فقط تواصل معي مباشرة على تلجرام
حقوق الصورة البارزة: من تصميم الذكاء الاصطناعي.
اكتشاف المزيد من مدوّنة دليلة رقاي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
أريد اقتناء الكتاب الذي ستؤلفينه يا أستاذة دليلة لا تتوقفي
لقد تشجعت ان استمر في التدوين اكثر
اقترح ان تكتبي نوفيلات لها اثر كبير
أنا أعمل على رواية قصيرة لا اعلم هل انشرها على المدونة ام في كتاب محتار
إعجابإعجاب