كيف تغيرت حياتي بعد امتلاك مدونة؟

مساء الخيرات 🤍

تحدثت في تدوينة الأمس عن حياتي كيف كانت قبل امتلاك مدونة، واليوم سأتحدث عن المدونة وكيف أثّر وجودها في حياتي بالكامل. فإذا لم تقنعك تدوينة الأمس بإنشاء مدونة سأجعلك تقتنع اليوم بإذن الله. لكن قبل البدء في التدوينة، اقترب لأخبرك سرًا ولا تبُح به لأحد. اتفقنا؟

قبل إنشاء مدونتي كنتُ أزور موقع الفهرست خِلسة لأقرأ عددًا من تدوينات ذلك اليوم، وبعد الانتهاء أتخيّل تدوينتي وهي تتجول بين تدوينات الآخرين، وفعلًا جاء اليوم وتحققت الأمنية، وأصبحت تدويناتي تظهر لقراء منصة الفهرست، تمامًا كما تُظهر الصورة.

لقطة شاشة توضح تدوينة أمس على منصة الفهرست.

جدول المحتويات

  1. جدول المحتويات
  2. السيطرة الكاملة
  3. بناء مجتمع وفيّ وحقيقي
  4. تطوير مهاراتي في الكتابة
  5. جمع الأفكار المتناثرة
  6. بناء أرشيف وهوية رقمية
  7. جذب الفرص
  8. إحساس الإنجاز والتطور

السيطرة الكاملة

تخيّل أن تكتب منشورًا طويلًا جدًا ورائعًا ويحمل كل المواصفات التي يحلم بها أي كاتب، وتنشره على منصات التواصل الاجتماعي ويأتي بتفاعل وظهور منقطع النظير، ثم بعد فترة وبسبب مزاجية المنصة، يُحذف مقالك أو يُقيّد حسابك؟ هل ستحزن؟ ربما لن يُحزنك حذف حسابٍ واحد أو مقالٍ واحد، لكن ماذا إن حُذفت كل آراءك وأفكارك؟

ما أخبرتك عنه للتوّ ليس مجرد سيناريو، بل حقيقة حصلت معي وتحصل مع الكثيرين. وهذا ما عشته قبل اطلاق مدونة شخصية. فالمدونة الشخصية منحتني السيطرة الكاملة على أفكاري التي أشاركها. أستطيع التحدث عن كل شيء أرغب بالحديث عنه، حتى ما يسمى بالطابوهات…

لكن طبعًا امتلاكي لمدونة لا يعطيني الحق أن أسيء للآخرين من خلال ما أكتب أو أتنمّر عليهم، بل أكتب ما يهمني وينفع الآخرين، في النهاية هناك قارئ عليّ احترامه والكتابة من أجلي ومن أجله.

بناء مجتمع وفيّ وحقيقي

جميعنا نعرف أنّ جمهورنا على منصات التواصل الاجتماعي، وحتى منصات الكتابة المختلفة، هو في الحقيقة جمهور المنصة نفسها وليس جمهورنا نحن. لذلك بعد امتلاكي لمدونة أجزم أنّ هناك أشخاص حقيقيين وصادقين يتابعون ويقرؤون ما أكتب وسيبقون معي على المدونة حتى ولو حذفت جميع حساباتي على منصات التواصل الاجتماعي.

فهؤلاء لا يتابعونني على المنصات وحسب، بل اشتركوا في مدونتي بمحض إرادتهم، ومنحوني بريدهم الإلكتروني لأستطيع الوصول إليهم بتدويناتي وأفكاري متى شئت وهم لا يمانعون. تمامًا كما أفعل أنا وأشترك في الكثير من المدونات لأبقى على اطلاع بكل ما ينشرون.

تطوير مهاراتي في الكتابة

اليوم وبعد أكثر من ثلاث سنوات من التدوين والكتابة على مدونتي، أستطيع ملاحظة الفرق في مهاراتي الكتابية، ويمكنني عدّ أماكن التطور بكل شفافية ولن أحقق هذا التطور لولا أن أنشأتُ مدونة. صحيحٌ أنني لم أصل بعدُ للمستوى الذي أطمح إليك، ولا أبذل الجهد الكافي لذلك، لكن يكفيني ما حققته إلى الآن.

وبإذن الله سأظل أكتب وأحاول إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وبإذن الله ستكون هذه المدونة إرثي لمن بعدي من أحبابي الذيم يقدّرون ما أكتبه وأدوّنه هنا.

جمع الأفكار المتناثرة

نمتلك جميعًا أفكارًا تتصارع في عقولنا طول الوقت، تأتي أحيانًا فكرة عابرة، ثم ما نلبث قليلًا حتى نحللها ونتوسّع فيها بينما نحن ننتظر غليان ماء القهوة، ثم ما إن يغلي الماء ونحضّر القهوة… حتى ننسى الفكرة، ونذهب لاحتساء القهوة، وننسى ذلك النقاش الذي حدث للتو في عقلنا.

هذا ما كان يحدث معي تمامًا في غياب مدونتي. لكن ما إن أصبح لديّ فضائي الخاص للكتابة، حتى أصبحتُ أجمع تلك الأفكار المتناثرة وأصنع لها مكانًا في أقسام مدونتي. مثل نشرتي البريدية، ولقاء الأمومة والكتابة... وغيرها من الأفكار التي رأت النور في شكل تدوينات.

جمعت المدونة أفكاري المتناثرة في مكان واحد، ولم تتركها يتيمةً وحيدة تواجه شبح النسيان.

بناء أرشيف وهوية رقمية

قبل أربع سنوات، وقبل أن أبدأ الكتابة على منصة حسوب، كان يظهر في البحث باسمي حسابات منصات التواصل الاجتماعي وحسب. أما بعد إنشاء المدونة فأصبحت تظهر مدونتي، وحسابي على حسوب وكورا… حتى أنّ بعض المقالات أصبحت تظهر في الصفحة الأولى في نتائج البحث.

طبعًا هذا لم يكن ليحدث لولا إنشائي لمدونتي.

ساعدني إنشاء مدونتي في بناء مكتبة محتوى رقمي، يمكنني لاحقًا الاستفادة منه بأي طريقة أريد. وأصبحت مدونتي بمثابة معرض أعمالٍ أشاركه مع العملاء الذين يرغبون في التعاون معي، أو حتى مشاركة المقالات مع الأشخاص الذين يسألون عن مواضيع سبق ودونت عنها…

يكفيك من إنشاء مدونة على الإنترنت حجز اسمك، والظهور بشيء تفخر به أمام الآخرين، وليس فقط منشورات متفرقة على منصات التواصل الاجتماعي.

جذب الفرص

استطاعت مدونتي بعد الله أن تجلب لي عددًا من الفرص التي لم أحلم بها بدون امتلاك مدونة. في اللحظة التي كتبتُ فيها وقلمي يرتعش من قلة الثقة فيما أكتب، طرقَ بابي عميلٌ واثقٌ مما أكتب، ورأى في دليلة أفضل كاتبٍ لمدونة موقعه.

أدركتُ في ذلك اليوم قيمة مدونتي التي أطلقتها في لحظة خوفٍ وشك. فإذا كنتَ يا صديقي تبحث عن فرص عملٍ في الكتابة، فلا تتردد وأنشئ مدونتك الآن.

إحساس الإنجاز والتطور

لا شيء يضاهي ذلك الشعور الرائع حين تُنهي تدوينتك وتقترب من ضغط زر “نشر”، صدّقني… وكأن الدنيا حيزت لك في تلك اللحظة. ذلك الشعور كافٍ جدًا لدحض ذلك الشعور حين تنسى نفسك على الهاتف، وتنتبه إلى وقت التصفح وتجد نفسك أضعت 30د أو أكثر على تمرير الشاشة، يا له من شعور بغيض!

قبل قليل وبينما أنا أفكّر في الجلوس لكتابة تدوينة اليوم، ضغطت زر تشغيل الحاسوب… وأخذتُ هاتفي للتصفح بينما يجهز الحاسوب، لم أشعر بمرور الوقت حتى ظهر أنني تصفحتُ أكثر من ربع ساعة… يا له من شعور سيء.

وما إن انطلقتُ في الكتابة، وشارفتُ على إنهاء التدوينة حتى بدأت سعادةٌ من نوع آخر تتسلل إلى قلبي. أتمنى لو أضخّ تلك السعادة في قلبك الآن، ولهذا السبب أدعوك لإطلاق مدونتك، ولهذا السبب أيضًا أنا أكتب اليوم.

هذا ما يحضرني عن مدونتي وكيف غيرت حياتي، لكن صدقًا صدقًا… إنّ قرار إنشاء مدونة سيغيّر حياتك حتمًا، لأنّ الكتابة ليس مجرد مهارة، ولا مجرّد هواية… الكتابة أداةٌ تصنع تفكيرنا، وتغيّرنا من الداخل قبل الخارج، الكتابة تهذّب عقولنا وأرواحنا، الكتابة تغيّر مصيرنا… أراكَ في تدوينة أخرى، فلا تبخل برأيك، وابقَ بالقرب.

وقبل أن أغادر، لا يجوز لي الرحيل دون أن أشارك معك أول تدوينةٍ لي على ووردبريس.

تدوينتي الأولى على ووردبريس.

أشكرك على قراءتك. ويسرّني استقبال رسالتك، أو طلبك لخدماتي، أو استشارة في الكتابة

بصدر رحب على واتساب.


حقوق الصورة البارزة: من تصميم الذكاء الاصطناعي.


اكتشاف المزيد من مدوّنة دليلة رقاي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

9 رأي حول “كيف تغيرت حياتي بعد امتلاك مدونة؟

  1. لم تكن مدونتكِ مولودكِ الأول فحسب، بل “مولودنا” جميعًا؛ مولود كاتبة لا يشقّ لها غبار، كما أخبرتكِ دائمًا 😌
    أعجبتني سرديتك، شعرت بتشابه أسلوبك في بناء الأفكار والأحداث مع “الدحيح”.. لا أعلم كيف!

    Liked by 1 person

    1. وجودك لا يقدّر بثمن أستاذ طارق، لا حُرمنا إبداعك ودعمك😌

      أنا والدحبح🫣 للأمانة أنا لا أعرف إلا اسمه😅

      لم أتوقع يوما أن أشبه أحد، ظننت أنني فريدة وغريبة ولا مثيل لي🙎

      Liked by 1 person

      1. فرادتك .. لا يختلف عليها اثنان. أنا فقط أتحدث عن “شعور” بوجود وجه شَبه، لا أقول أنكِ متأثرة به؛ بما أنكِ لا تعرفينه. وإنما استمتعت بتدوينتك استمتاعي بحلقاته (أو ربما أكثر قليلًا)

        Liked by 1 person

  2. كنت أمزح بشأن الفرادة وو … قبل قليل كنت أبحث عن منشور لي على فيسبوك أحتاجه.

    فوجدتُ منشورا داعما لك من أيام رقيم، شاركته من تويتر في ذلك الوقت.

    بارك الله فيك وشكر لك لحق🙏🕊️

    إعجاب

  3. منذ 13 سنة بالظبط 2012 إمتلكت أول مدونة، و رغم أنها كانت متخصصة في مجالي المهني كأداة تسويق و فعلا حققت منها الأهذاف و إكتسبت عملاء لكن مع مرور الزمن تلاشت الفكرة رغم أن شغف التدوين يلازمني ، أصبحت قارئ أكثر من كوني مدون، و ها أنذا خلال سنة 2025 يشتد شوق الكتابة مرة اخرى، و خلال بحتي صافدت تدوينتك هذه و مدونتك الغالية ، و هذا اول تعليق لي في اي مدونة منذ سنوات . لذلك أود شكرك على جرعة تحفيز.

    إعجاب

    1. ما شاء الله عليك، أنت مخضرم في التدوين وأستاذ فيه، أما أنا فحديث عهد به.

      أسعدني جدا أنك قرأت التدوينة وتركت تعليقا عليها، بارك الله فيك.

      أتطلع لعودتك والبدء في التدوين والنشر من جديد، أنت خبير فلا تحرم أمثالنا الجدد من خبرتك.

      دمت بخير.

      إعجاب

أضف تعليق