نحن نكبر حين نتوقف عن اللعب، لذلك لعبتُ اليوم

يا مساء الخيرات ونسمات الخريف اللطيفة^^

لقد سولت لي نفسي اليوم ترك التحدي، بالأمس قلت أنني سأكتب اليوم قصة قصيرة، لكنني لم أفعل وحين صارت الخامسة بعد العصر قلت في نفسي لن أكتب. ماذا سيحدث لو تركتُ التحدي؟

وحين بدأت حبات المطر تطرق السقف، خرجتُ لأستمتع بالمنظر الجميل، الجو جميل اليوم إنه مناسب جدًّا… للكتابة، لا إنه مناسب للعب، فقد تعوّدتُ أن ألعب مع الصغار في هذا الوقت من السنة.

أجلس الآن مقابل شجرة صنوبر جميلة، هي رفيقتي في أيام الحر. آوي إليها لأستنشق هواءً نقيا وأستمتع بنسماتها الباردة، واليوم قررت أن أفضفض بجانبها. وأكتب ما ستقرأه الآن.

حسنًا! دعني أسألك سؤالا، أو أسئلة وكثيرة أيضًا…

متى لعبتَ آخر مرة؟ لعبة ضحكت فيها من قلبك وفرحت واسعدتَّ الطفل بداخلك ورفّهت عن الكبير الظاهر منك الذي سحقته الحياة، وأرهقته المهام اليومية.

عن نفسي لعبتُ قبل أيام لعبة الدومينو مع الأطفال، وكان ذلك ممتعًا فقد ضحكوh من قلوبهم، لأنني لا أجيد اللعب، مع أنني كنت أملك الحجر الذي يمكّنني من الفوز. لم يكن هدفي الفوز بل المتعة.

وهنا مربط الفرس كما تقول العرب، نحن نمتلك الكثير كن مقوّمات الفوز والنجاح لكننا لا نجيد اللعب بتلك الأحجار في الوقت المناسب، نحن لم نتعلم بعد كيف نكتشف ونستعمل الكنز الذي بداخلنا. رغم كل الدورات عن حب الذات واكتشافها ومعرفتها.

إلا أننا لازلنا نجهل جوهرنا ولا نعرف أنفسنا. أما السؤال الثاني فهو متى جلستَ آخر مرة بمفردك دون فعل أي شيء؟ ليس لتضييع الوقت طبعًا، بل لتمنح نفسك فسحة لتتنفس وتستمع إلى نفسك. بالنسبة لي مجالسة نفسي مثل الأكل والشرب.

حين يمضي يوم مكتظ لا أتنفس فيه بمفردي قد أنفجر بالبكاء آخر الليل بسبب عدم رد أحدهم أو بسبب أي شيء آخر تافه ولا قيمة له…

كان يحدث هذا في الجامعة، كنت أحزن بعد يوم حافل بالنشاط والإنجاز، أشعر آخره بعدم الرضا، وأنني أفتقد لشيء جوهري ولم أكن أعرف ما هو، ثم بعد عدة تمارين وتطبيقات، مثل: تدوين اليوميات، وصفحات الصباح وغيرها اكتشفت نفسي أكثر.

وبدأت أحصل على تلك الفسحة مع نفسي من خلال التمارين التي أقوم بها، أو جلسات ما بعد الصلاة… حتى الكتابة للعملاء أو نشر مقالات مختلفة، لا تعتبر فسحة ولا أكون فيها مع نفسي بل هناك كائن آخر يحول بيني وبين صوتي الداخلي الخافت الذي بحتاج إلى هدوء أكثر حتى يسمع.

أتمنى أن توقظ هذه التدوينة شيئا في داخلك، وتجعلك تعيد التفكير مع نفسك، وتضحك وتلعب حتى لا تشيخ روحك.

وإن كان لديك شيء لتقوله لي، لا تتردد في التواصل معي على الخاص:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حقوق الصورة البارزة: Photo by Cottombro on Pixels

5 رأي حول “نحن نكبر حين نتوقف عن اللعب، لذلك لعبتُ اليوم

  1. نعم، نحن نتوقف عن الاستمتاع ببعض جوانب الحياة عندما نتوقف عن اللعب، الجري الرياضة اللعب مع اﻷطفال كلها أشياء فطرية بدأت تختفي من عالمنا المليء بالمشاغل
    لكن السؤال ما هو المقدار الذي نحتاج إليه وهل نستطيع تفريغ وقت له!

    إعجاب

  2. >> أما السؤال الثاني فهو متى جلستَ آخر مرة بمفردك دون فعل أي شيء؟
    بالنسبة لإجابة هذا السؤال فأجلس بمفردي كل صباح، بعد صلاة الفجر عندما يعود الجميع للنوم فأظل مستيقظ وهي فرصة جميلة جداً ووقت هادي لمارسة التأمل والتفكير والتخطيط وأحياناً فقط للاستمتاع بتلك اللحظات والجو والوقت من اليوم

    Liked by 1 person

  3. منذ بضعة أيام طلبت مني ابنة أختي اللعب معها لعبة الدويرة، ابتسمت وقلت لها أنني كبرت على هذه اللعبة.لكن بعد قراءتي لهذه ألتدوينه ندمت لأنني لم ألعب مع أبنة أختي.

    إعجاب

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s