ما هي استراحة الكاتب ولماذا سأتوقف عن الكتابة مؤقتًا؟

مساء الخير!

منذ مدة لم أجلس إلى مدونتي لنتجاذب أطراف الحديث، لكن أصبح لابدّ من فعل ذلك. فمهما كان حبيبك طيبًا صبورًا محبًا… لابدّ أنّه سيملّ الإنتظار وتتعب أقدامه من الوقوف، هذا باعتبار أنّ مدونتي حبيبة قلبي الوفية التي لا تشبه أحدًا.

كنت أخاف أن تأتي عليّ فترة لا أستطيع فيها الكتابة أو يخفت حماسي وتقلّ عزيمتي… والكثير من الهواجس والمخاوف. ولأنني دعوت كثيرًا إلى مواجهة المخاوف بكتابتها أمامك والنظر فيها. [وقد تتفاجئ أنها ليست بالمخيفة ولا بالخطيرة].

ليس سهلًا أن أقول هذا الكلام لأنني من فترة لم أكتب ولم أسرد قصصي على مدونتي. أيعقل أن تكون ملّت انتظاري؟ لا أدري لكنني أكتب الآن وأحنّ إلى أيام رقيم… هناك حيث كتبت بكل ثقة رغم جهلي وقلة خبرتي. لم أسأم يومًا من سرد سخافاتي…

ادعيتُ أنني روائية وكاتبة قصص وكتبت عددا من القصص ونشرتها بكل تشوهاتها. ولم أخجل من قصة تدور أحداثها في اللامكان. بمعنى أنها حدثت في خيالي وخيالي أرضٌ غير مقبولة عند أهل القصة القصيرة. كتبتُ بثقة وضربت بكل معايير الأدب عرض الحائط.

ولا أدري لماذا أحنّ بهذا الشكل الفضيع لرقيم. أو بصراحة وأمانة أعمق أحنّ لشجاعتي وثقتي فيما أكتب. أحنّ إلى تحدي رديف واستيقاظي كل صباح لأجلس إلى تحرير عنوان أو فكرة الأمس، تبدو شهيًا ومثيرة للإبداع، أحنّ إلى نادية القارئة ودينا المُشجّعة، والكثير من القراء الصامتين…

ستقرأ في تدوينتي بعد المقدمة العبثية ما يلي:

جدول المحتويات

  1. جدول المحتويات
  2. ماذا نعني باستراحة الكاتب؟
  3. لماذا استراحة الكاتب مهمة؟
  4. 5 طرق إبداعية لأخذ استراحة من الكتابة
    1. ثبّت يومًا في أسبوعك للراحة
    2. مارس الأنشطة التافهة
    3. اقرأ كتابًا فقط
    4. مارس نشاطات جديدة
    5. إذهب في رحلة

ماذا نعني باستراحة الكاتب؟

هل يتبادر إلى ذهنك شيء حين تسمع استراحة الكاتب؟ نعم أحسنت. تذكرك العبارة باستراحة محارب. لا أدري مصدر استراحة محارب وقصتها، لكنني استوحيت استراحة الكاتب منها. ولا أدري إن كانت العبارة شائعة ولا أريد أن أبحث عن ذلك. دعني أدّعي أنها لي ومن خيالي الخصب. عجرفة صحيح؟

لا شيء يمنع الإنسان من التعلّم والتطور والنجاح. وحتى يمنع عنه الخير ومحبة الخالق وأيضًا محبة الخلق مثل العجرفة. والعياذ بالله، مؤخرًا أصبحت أشعر وكأنّ فلاتري مشوّهة، ولا أرى العالم على حقيقته، تزداد حساسيتي تجاه كل شيء وأتأثر كقشّة في مهبّ الريح…

لا أفرّق بين الكثير من الأشياء وأيها أولى وأيها أصلح… تفكيري غير دقيق، وأحكم من خلال الحدس والعاطفة بعيدًا عن المنطق والعقل… هل من أحد مثلي؟ وهل هذا عجرفة؟ تحدثت عن العجرفة فقط حين تجنبت البحث ونسبت المصطلح إلى نفسي فقط. أما ما سبق فهو من صميم فؤادي وحقيقة أحاول جاهدة لفهمها…

فإن كانت بحرًا فعليّ إتقان السباحة لأنجو، وإن كانت أمطارًا غزيرة فعليّ بشمسية أو الركض إلى الاحتماء منها تحت الشجرة التي في آخر الشارع، هناك حيث أقطع الشارع وأدوس على التوت بقدمي دون أن أنتبه لملامح الشجرة وطولها…

فقد أصبحتُ مؤخرًا أقطع الشارع بسرعة، وأحضّر العشاء بسرعة، وأجهّز شايي بسرعة، حتى هاتفي أشحنه بسرعة ولا أصبر عليه، أستمع إلى البودكاست بسرعة، ولا أشاهد الفيديوهات دون تسريعٍ لها. حتى أنني أردّ على الرسائل بسرعة وأفكّر في الردود بسرعة، أو ربما لا أفكّر إطلاقًا…

برأيك، هل أنا بحاجة استراحة من الكتابة؟ أم بحاجة إلى عيش الحياة بكل مافيها ببطئ أكثر، مع التركيز في التفاصيل على حقيقتها، واستماع الأصوات تمامًا كما هي دون تسريع.

استراحة الكاتب: هي أن تتوقف كليًا عن الكتابة والتفكير فيها، وكل ما يمت لها بصلة. سواءً تغريدة، مقال، عميل… وكل ما له علاقة. لفترة ساعة أو نصف يوم، أو أسبوع، أو شهر… أو أطول من ذلك. ولا تعود إليها إلا وإبداعك معافى تمامًا، وقلبك يخفق شوقًا وحبًا للحروف.

دليلة

لماذا استراحة الكاتب مهمة؟

أشعر في حالتي أنني مشوشة ولا أكتب إلا المكرر والمستهلك. أعرف أنه لا يمكنني كتابة ما هو أصيل تمامًا… لكن على الأقل عليّ كتابة ما هو أصيل بالنسبة لي أي بدون تكرار. لكن ذلك لا يتأتّى إلا بالقراءة المستمرة وبناء أنظمة قوية تصمد في وجه ظروف الحياة.

لا يمكن لأحد تجاهل أنّ الكتابة عمل شاق. فسواءً كنت كاتبًا بدوام كامل أو دوام جزئي أو حتى كاتب في تويتر أو على مدونتك… فلا أحد ينكر أنّ ذلك متعب. خاصة إن كنت تضطرّ نفسك للنشر في عدة منصات إضافة لأعمالك مع العملاء…

مجرد التفكير في هذا وذاك إلى جانب مهام الحياة اليومية وتقلباتها وظروفها متعب جدًا. لذلك أحترم وأحيي كل صامد ومنجز ومبدع في مجال الكتابة، وأحيي روحه الإبداعية ومثابرته المستمرة. وأخذ استراحة من الكتابة يمنحك:

  • أخذ استراحة كاتب من فترة إلى فترة، يحافظ على روحك الإبداعية ويقيك ما يسمى الاحتراق الوظيفي.
  • قد تمنحك الاستراحة حصانة ضدّ قفلة الكاتب، أو الملل الإبداعي… ويكون لديك خزان كافي من الأفكار التي جمعتها في استراحتك.
  • تعطيك الاستراحة صحة نفسية وأداء عالي في بقية جوانب حياتكـ، ولنفترض أنك ذهبت في عمرة… هل ستعود بنفس الشعور وبنفس الإبداع؟ لا شكّ ان الروحانية ستكون في أوجها وستكتب بتدفق مثل ماء زمزم حين انفجر في حضرة السيدة هاجر عليها السلام.

هل تفكّر بجدية في أخذ استراحة؟ طبعًا أقصد استراحة بوعي وبتخطيط، وليست استراحة مفتوحة تترك نفسك لهواها…

5 طرق إبداعية لأخذ استراحة من الكتابة

لن تصدق إن أخبرتك أنني كتبت رقم خمسة في الأعلى وليس لدي أدنى فكرة بما سأكتب، لكن إليك طرقًا تمكّنك من أخذ استراحة دون أن تفقد شعفك وإبداعك:

ثبّت يومًا في أسبوعك للراحة

ثبت يومًا في أسبوعك تبتعد فيه كليًا عن مواقع التواصل الاجتماعي والكتابة… اجعله مع العائلة أو مع الأصدقاء أو حتى في مصلاك أيًا كان توجهك العقائدي.

مارس الأنشطة التافهة

تأخذنا الكتابة والعمل الحر إلى مستوى من الجدية، حيث لا لتضييع الوقت، ولا لمشاهدة التفاهات… والكثير من “لا”. خصص يومًا لممارسة ما حكمت عليه بالتفاهة، مثل: روتين النوم أو الصباح لبعض صناع المحتوى…. أو الاستسلام لدردشة مع صديق دون أي اعتبار للوقت….

اقرأ كتابًا فقط

اقرأ كتابًا خارج مجالك، اقرأه فقط ودون هدف مشاركة محتواه على حساباتك في مواقع التواصل الاجتماعي. وأقصد هنا قراءة كتاب دون ممارسة أي نشاط كتابي حتى لو كان تغريدة.

مارس نشاطات جديدة

فكّر في تعلّم مهارة تستهويك وتكون بعيدة عن الكتابة، مثل: القيادة في حالتي. أو مهارات أخرى تعينك في مشاريعك القادمة. أو العمل على أدوات مختلفة مثل الذكاء الاصطناعي أو أدوات التصميم أو المونتاج… وأقصد أن تتوقف عن الكتابة في هذه الفترة تمامًا.

إذهب في رحلة

إذهب في رحلة تخييم أو رحلة فقط لأجل المتعة مع أصدقاءك من يوم إلى ثلاثة أيام، وزر أماكن جديدة وحين تعود ستجد نفسك متحمسًا لمشاركة ما كتبته مع قراءك الذين افتقدوك، أو هذا اعتقدته أنت.

وصلنا إلى نهاية تدوينة اليوم. ولهذا سأودعك في هذه الفترة، صحيح أنني غبت وحين عدت، عدت لتوديعك لكنها الحياة يا صديقي، ابق بخير ونلتقي في رحاب تدوينات أكثر متعة وفائدة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حقوق الصورة البارزة: Photo by Edgar on Unsplash

رأيان حول “ما هي استراحة الكاتب ولماذا سأتوقف عن الكتابة مؤقتًا؟

  1. الاستراحة تعتبر أمرًا ضروريًا للكتاب، حيث تسمح له بإعادة شحن طاقته الإبداعية وتنشيط حواسه، مما يؤدي إلى تحسين جودة الكتابة ومزيد من الإنتاجية عند العودة إلى العمل.

    إعجاب

أضف تعليق