لماذا عليك أن لا تتوقف عن الكتابة لفترة طويلة؟

أحاول كل يوم العودة للكتابة، وما إن أفكر في فتح مدونتي حتى تتقافز الأفكار إلى ذهني وتتكالب على مخيلتي المواضيع… وطبعًا ينتهي بي المطاف لعدم كتابة حرف واحد. وهكذا يمضي اليوم والذي يليه وتستمر رحلة التسويف، ولا يخلو ذلك من تأنيب الضمير وقليل من الندم، وبعض التساؤلات حول مصير الكتابة ومصيري أنا أيضًا. 

أتحسّر أحيانًا، وأبرر لنفسي بحجج منطقية وأخرى واهية أحيانًا أخرى. لكنني أدرك في أعماق نفسي أنّ ذنبي لا يُغفر، حتى وإن كانت حججي المنطقية تلك أقوى من زميلاتها الواهية. واليوم أنا هنا لأفرغ بعضًا مما في نفسي من هذا وذلك، وأطمئن عليك صديقي العزيز.

مهما كان ظرفك القادم، لا تتوقف عن الكتابة

أنصت إليّ، قد تداهمك ظروف قاهرة تمنعك من الكتابة، أو ربما ستقرر لوحدك أن تستريح قليلًا وتعيد ترتيب أفكارك، أو تغيير مسارك… لكن لا تُطل الغياب رجاءً لأنك الخاسر الوحيد في هذه الهدنة. ولا يغرنك من يخبرك أنها استراحة محارب وستعود أقوى من قبل، بقلم دفاق، وفكر رقراق، ولغة سامقة…

بل سيألف المحارب الراحة، وتميل نفسه إلى التسويف، ويخسر لياقة قلمه، ولباقة فكرته، وتضمر العضلات، وتكثر الحجج للتسويف أكثر… وسيكون طريق العودة صعبًا والالتزام أصعب، لذلك مهما كانت فكرة التوقف مغرية فلا تفعل إلا ضمن خطة واضحة صارمة للعودة.

توقف عن الكتابة لكن بخطة واضحة

بعد أن ثرثرت كثيرًا عن عواقب التوقف عن الكتابة، دعنا ننظر إلى الموضوع من زاوية أخرى، لأننا نعيش في الحياة الدنيا فلابد من ظروف صعبة، تجعلنا ننحرف عن روتيننا المعتاد ويصبح من الصعب جدًا الاستمرار في الالتزام الذي هو صعب من الأساس، ويصبح الحل الوحيد هو التوقف.

لكن علينا التوقف وفق خطة واضحة، وتحديد تاريخ التوقف وتاريخ العودة، ويجب ألا تكون المهلة طويلة جدا مما يصعّب العودة، خاصة في زمن التسارع هذا، فالحياة تتغير بشكل كبير أو بالأحرى رهيبٍ جدًا، فإن غبت عن وسط الكتابة ثم عدت مجددًا ستجد نفسك غريبًا عن عالمك المألوف.

لماذا عليك أن تلغي فكرة التوقف عن الكتابة مطولا؟

دعنا نتخيل سويًا ما قد سيحدث إن توقفت عن الكتابة لوقت أطول من اللازم:

  • ربما قد لا تستطيع العودة للكتابة إطلاقًا لا قدّر الله، وهنا لا أقصد التدوينات وحسب، فهناك من تنازل وتوقف عن إنهاء روايته حتى باغته الرحيل وبقي عمله نصف مكتمل.
  • خسارة قدراتك ومهاراتك الكتابية، صحيح أنّ ذلك يعود مع الأيام والممارسة لكن سيظل هناك صوتٌ خافت يلومك عن التوقف، وبخبرك أنك خسرت الكثير وهذا سيؤثر سلبًا عليك.
  • ستخسر جمهورك الوفي، أو بالأحرى غير الوفي…، وحتى لا أكون مجحفة في حق الجمهور سأقول سيلتفت جمهورك إلى حياته وملهميه من الكتاب الآخرين وسيخفت بريقك.
  • ستكسر عاداتك الإيجابية في الكتابة وتخسر روتينك المميز، وستعود من جديد لبناء كل ذلك.
  • سيخفت حماسك ويبدأ الشك يتسلل إلى نفسك، ويداهمك سؤال: هل الكاتب الحقيقي يترك الكتابة؟ (هذا إذا توقفت عن الكتابة بشكل كليّ).

توقفتُ عن الكتابة، لكن ماذا بعد؟

منذ شهر نوفمبر العام الماضي توقفت عن الكتابة بشكل مؤقت، وقد توقفت حينها عن استقبال الأعمال وعن كتابة نشرتي الحمام الزاجل وحتى عن التدوين وعن تسجيل حلقات جديدة من بودكاست رحلة كاتب. وكان هناك عميل واحد عدت للعمل معه بعد حوالي عشرين يومًا من التوقف،

وبعدها عدت للعمل بشكل مخفف ولم أستطع العودة للمستوى السابق من الإنتاجية، وقد كان ذلك خارج سيطرتي فتغيّر الحياة والظروف والمسؤوليات يحتّم علينا أحيانًا التراجع في بعض الجوانب من حياتنا والتوقف عن بعضها. 

عدت بعدها بخطوات مترددة ثم لظرف آخر توقفت كليًا عن كتابة نشرتي وتدويناتي، واستمريت على الكتابة للعملاء مثل العمل مع الكاتب والمبدع هادي الأحمد، وكذا العمل مع الأستاذ يونس وكتابة نشرة رديف فلا تتردد فالاشتراك لنلتقي هناك ونستمتع بإبداعات أبطال رديف.

باختصار يا صديقي مهما كانت عوائق الكتابة إلا أنّ الابتعاد عنها مطوّلًا ليس سهلًا، وله عوائد سلبية على صحتك النفسية وحياتك المهنية و… أكمل بنفسك ما تبقّى، وإذا كان لديك منبر تنشر من خلاله كتاباتك وإبداعك فلا تتوقف، وتذكّر دائمًا: قليلٌ دائم…

إلى هنا تكون تدوينة اليوم قد انتهت، أراك في تدوينة أخرى… فابق بخير وشاركني رأيك في التعليقات.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مازلتُ أقدم خدمات الكتابة بفضل الله وكرمه، فلا تتردد في التواصل معي وطلب خدماتي المميزة والفريدة، تواصل مباشرة على زر البرقية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

حقوق الصورة البارزة: Photo by Eugene Chystiakov on Unsplash

3 رأي حول “لماذا عليك أن لا تتوقف عن الكتابة لفترة طويلة؟

أضف تعليق