برأيك ماذا ستستفيد كاتبة عملت في رديف ستة أشهر؟

يا مساء الخير

جاءت فكرة التدوينة بشكلٍ عفوي جدًا، حين قالت لي إحدى المشتركات في رديف بعد أن جددتْ اشتراكها: حبيبتي دليلة سعيدة جداً بإنضمامي لمجتمع يضم شخصيات راقية مثلكم 💖. كثيرةٌ هذه الرسائل اللطيفة لكن هذه الرسالة جعلتني أفكّر في التحدث عن تجربتي مع العمل في رديف.

رسالة من إحدى المشتركات الرائعات في رديف.

رديف يمنحك سلاحًا

لا تظنن أبدًا أنّ جملةً صغيرة مثل هذه لا تفعل شيئًا، فنحن في رديف لا نقدم خدمة التعليم والتدريب على الكتابة وحسب، بل نعلّم أفضل وأقوى مهارة يمكن لشخصٍ أن يتعلّمها، وأقل ما يمكن قوله عن تعليم الكتابة في رديف هو أننا نعطيهم سلاحًا [سلاح غير ممنوع ولا محظور بل نؤجر عليه في الدنيا والآخرة] لمواجهة الحياة ومصاعبها.

وكالعادة أستشهد بقول جوردان بيترسون في إحدى لقاءاته وقد ترجمه الزميل يونس بن عمارة: “إنّ أفضلَ ما في مُكْنتك فعله، تعليمُ الناسَ الكتابة“. ويقول أيضًا:

“لكن الواقع هو أنك تكتب لأنك بحاجةٍ إلى أن تتعلّم كيف تفكّر.
لأن التفكير يتيح لك أن تتصرّف بفعاليةٍ في العالَم.
لأن التفكير يتيح لك الانتصار في المعارك التي تخوضها، وتلك المعارك ذاتٌ غايات نبيلة.
فإن تمكنتَ من التفكير والحديث والكتابة. فإنكَ بالأساس سلاحٌ مُميت!”

بشرفي لقد وقعتُ في حب هذا الاقتباس منذ أن قرأته، لا علاقة لاحترامي وتقديري لقائله بالأمر، لكنها الحقيقة فالكتابة تستحق أن يُقال عنها ذلك وأكثر. فالشخص الذي يكتب هو شخص لا يجوع ولا يُستعبد، وإن كنت ممن يؤمن بكذبة جوع الفنان ونقصد الكاتب في هذا المقام فأنصحك بالاستماع إلى هذه الحلقة المميزة من بودكاست رحلة كاتب والتي تناولت فيها رفقة الأستاذ يونس بن عمارة المال والكاتب.

الكاتب الحقيقي لا يجوع ولا يُستعبد

أخذتُ هذه المقولة من المقولة الأصلية “شعبٌ يقرأ، شعبٌ لا يجوع ولا يُستعبد”، وقد حفظتها منذ كنت في المتوسط، فقد كنت أستمع لحصة في المذياع كان يقدمها رجلٌ حفظت صوته فقط، وحين كبرت ودخلت معهد الترجمة وجدت أنّ ذلك الرجل كان المترجم الجزائري أمين الزاوي.

وأنني أكره فكرة الكاتب الجائع وكل من يروّج لها، لذا أضيف لك هذه المبادئ التي على كل فنان ناجح يرفض فكرة الفنان الجائع أن يؤمن بها من كتاب الفنانون الحقيقيون لا يجوعون للمؤلف جيف غوينز. ص 24\25:

  • يؤمن معتنقو فكرة الفنان الجائع أنه يجب عليك أن تولد فنانًا، أما معتنقو فكرة الفنان الناجح فيعلمون أن عليك أن تصير فنانًا مُزدهرًا.
  • يكافح الفنان الجائع ليصبح فريدًا من نوعه، بينما يستغل الفنان الناجح مصادر إلهامه من الآخرين.
  • يؤمن الفنان الجائع أن لديه قدرًا كافيًا من الموهبة، بينما يتَتَلمذ الفنان الناجح على يد مُعَلِّم.

  • الفنان الجائع عنيد في كل شيء، أمّا الفنان الناجح فهو عنيد حيال الأمور الصحيحة فقط.
  • ينتظر الفنان الجائع أن يلاحظه أحدهم، بينما يسعى الفنان الناجح للعثور على من يقدر فنه ويرعاه.
  • يظن الفنان الجائع أن بإمكانه أن يكون مبدعًا في كل مكان، بينما يذهب الفنان الناجح إلى الأماكن التي يحضر فيها الإبداع.
  • يعمل الفنان الجائع وحيدًا، وفي المقابل، يتعاون الفنان الناجح مع الآخرين.

  • يُتمّ الفنان الجائع عمله في الخفاء، بينما ُيمارس الفنان الناجح عمله في العلن.
  • ‫يعمل الفنان الجائع بالمجّان، بينما يعمل الفنان الناجح دائمًا بمقابل.
  • يبيع الفنان الجائع عمله لأول مشترٍ، أمّا الفنان الناجح فيتمسك بأعمالهِ.
  • ‫يمتهن الفنان الجائع حرفة واحدة، بينما يُتقن الفنان الناجح كثيرًا من الحرف.
  • يستخف الفنان الجائع بفكرة الحاجة إلى المال، بينما يجني الفنان الناجح المال لينتجَ الفنون.

أوصي نفسي أولًا بتعلّم كل ما يخص الكتابة ولهذا اشتركتُ في رديف حتى أنني حين اشتركت أول مرة لم أكن أملك حتى ثمن الاشتراك لكنني كنت موقنة أنه أفضل استثمار أقدمه لنفسي في ذلك الوقت. وأوصيك بتعلّم الكتابة ولهذا اخترت أن أعلّم الكتابة بسعر رمزي وأرافقك طول الرحلة حتى تقف على قدمك وتتكئ على قلمك وتتسلّح بحروفك وبكل ثقة تشارك قصتك التي هي هديتك وإرثك مع الآخرين.

تواصل الآن وابدأ رحلتك في تعلّم الكتابة.

ماذا تعلمتُ من عملي في رديف؟

لازلتُ أذكر حين تواصل معي الأستاذ الزميل يونس لأول مرة بشأن العمل، كنتُ حينها متوقفة عن تقديم الخدمات بشكل جزئي ومتفرغة لحياتي الزوجية بشكل أكبر لكنني وافقتُ دون تفكير، ورأيتُ الأمر فرصةً للبقاء بالقرب لأنني حينها خفتُ أن تأخذني الحياة بمتطلباتها الجديدة وتبعدني عن الكتابة، فرأيتُ عملي مع الأستاذ يونس بمثابة صمام الأمان.

تسألني ماذا تعلمتِ؟ فأجيبك:

  • تعلمتُ أنّ مشاغل الحياة لا تنتهي، وحتى تحافظ على شعلة حماسك وتقوّي عضلة التزامك فأنت بحاجة إلى رفقة تشبهك. فمع كل قراءة لإنجازات آل رديف أدرك أنّه عليّ اختطاف الوقت اختطافًا لأجل الكتابة دون أن أستستلم.
  • تعلمتُ أنني بحاجة دائمة إلى معلّم وملهم، ليس بالضرورة أن أسأله أو أستشيره لكنني أتعلم بالملاحظة وبوجودي ضمن بيئة صحيّة داعمة وفي مأمن من تكالب منصات التواصل الاجتماعي المليء بالزيف.
  • تعلمتُ كيف أجعل من عملي أكثر من مجرد عمل.
  • آمنتُ بفكرة رديف حتى قبل أن أعرفه، ولازلتُ أؤمن به وأفعل كل ما بوسعي للاستمرار في رديف.

لم أقل ما قلتُ لتحفيز أحدٍ على الاشتراك أو التعرّف أكثر على رديف، لكن من كانت الكتابه همّه فسيجد طريقه إلى رديف. إن إعجبتك تدوينتي شاركها مع من تحب خاصة مع محبي الكتابة والعملاء الأثرياء وشكرًا لوقتك الذي لا يقدّر بثمن.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تفكّر في خوض غمار الكتابة؟ لا تتردد في التواصل معي الآن:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حقوق الصورة البارزة: Photo by Debby Hudson on Unsplash


اكتشاف المزيد من مدوّنة دليلة رقاي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

3 رأي حول “برأيك ماذا ستستفيد كاتبة عملت في رديف ستة أشهر؟

  1. شكرا لتدويناتك اللطيفة والمشجعة دليلة، لا اعرف لماذا لكنني شعرت بالشرق للمجتمع فعلا، ربما اعود قريبا.
    وبالمناسبة احببت اقتباس جوردن واحتفظت به حتى لا أنساه.

    إعجاب

اترك رداً على دليلة رقاي إلغاء الرد