لماذا قد أعتذر للكتابة وهل ستقبل اعتذاري؟

يا مساء الخيرات

قبل أن أبدأ هذه التدوينة، دعني أخبرك أنها مجرد فضفضة فقط لكنها من القلب وأعدك أنها ستفتّح ذهنك على أمور ربما لن يخبرك بها أحد. أكتبُ الآن هذه التدوينة بعد أن جددتُ خطتي في ووردبريس من الخطة الشخصية إلى الخطة المميزة، وكذلك اسم النطاق dalila.blog.

وقعت عيني بعد التجديد على عدد المقالات التي كتبتها في السنة الماضية 2024 (الله يحيينا لسنة 2025)، وكان العدد صادمًا بكل أمانة. لقد شعرتُ بألم حقيقيّ في صدري وأنا أقرأ العدد 13، 13 مقالًا فقط في سنة كاملة، إنها كارثة حقيقية أي أنني نشرتُ بمعدل مقال واحد في الشهر فقط.

وإذا ركزتُ قليلًا وطرحتُ سؤالًا حقيقيًا: هل كان لديّ الوقت الكافي لأكتب أكثر؟ وأجبتُ بكل أمانة ستكون إجابتي: ألف نعم. إذًا، ما السبب الحقيقي خلف كل هذا التقاعس، وأين صرفتُ وقتي؟ لو نأتي للحجج الواهية والأعذار الأقبح من الذنوب، لكتبتُ لك عشرات المقالات لأبرر موقفي وأعتذر من الكتابة.

لكن لستُ هنا لأبرر لنفسي، لكن سأقول لك يا صديقي إن كانت لديك مدونة مثلي وقصّرت في حقها، فراجع السبب وتوقف عن سرد الأعذار، إلا إذا كنت في بلد تعاني من الحروب وانقطاع الكهرباء والإنترنت، أما إذا كنت في بلد يسوده الأمن والأمان فلا عذر لك يا صديقي.

أما بالنسبة للكتابة واعتذاري لها، فأنا كذبتُ حين قلت: كاتبة تتعهّد طفلًا اسمه الكتابة. لأن الكتابة لم تكن طفلي يومًا. لأنها لو كانت طفلي حقًا لما كتبتُ 13 مقالا فقط في سنة كاملة. يا للعار… يؤلمني قلبي كلما ذكرتُ العدد.

بعد أن أصبحتُ أمًا أدركتُ أنّ الكتابة لم تكن يومًا طفلي، أستيقظ كل ليلة خمس مرات وأحيانًا ستة من أجل طفلي! تخيّلأ لو استيقظتُ مرة واحدة فقط لكتبتُ 360 تدوينة. ناهيك عن بقية التفاصيل التي أهتم بها لأجل طفلي.

مثلًا، أنا شخصٌ مولع بالأكل الحار، لكنني توقفتُ كليًا عنه لأجل طفلي. ماذا لو تخليتُ كليًا عن التجول في منصات فيس بوك ويوتيوب دون فائدة من أجل الكتابة. تخيّل لو استبدلتُ الاستغراق في أحاديث الشاي والقهوة أو حتى مكالمات الهاتف والدردشة مع الأصدقاء لأجل القراءة والكتابة؟ هل كنتُ سأكتب 13 مقالة على مضض؟

إنّ الاعتناء بطفل يعني ضرب المزاج والمعنويات المرتفعة عرض الحائط والاعتناء به على أيّ حال. ترك راحتي وترك رغباتي وجميع الشهوات الأخرى مثل: الكلام، والتصفح وحتى الأكل. يا جماعة أنا إن كنت أكلّم أحدهم في الهاتف ويقول طفلي وااع… أرمي الهاتف دون التفات. ماذا لو رميتُ كل شيء، عدا طفلي طبعًا وركزتُ على الكتابة؟

لقد أدركتُ أنّ الكتابة شيءٌ عظيم، صدّقني… الكتابة سلاح. لم يبالغ أبدًا جوردان بيترسون حين قال:

حسنًا، لكن لماذا تكتب؟
لأنك بحاجة إلى إحراز نقاط جيدة في المساق الدراسي.
لكن الواقع هو أنك تكتب لأنك بحاجةٍ إلى أن تتعلّم كيف تفكّر.
لأن التفكير يتيح لك أن تتصرّف بفعاليةٍ في العالَم.
لأن التفكير يتيح لك الانتصار في المعارك التي تخوضها، وتلك المعارك ذاتٌ غايات نبيلة.
فإن تمكنتَ من التفكير والحديث والكتابة. فإنكَ بالأساس سلاحٌ مُميت!
ولا شيء سيكون عقبةً في طريقك.
هذا هو سبب تعلّمك الكتابةَ.
وإني أكاد لا أصدّق لماذا لم يخبروا الناسَ بهذا؟
إن أعدُّ تَعلُّم الكتابة ومن ثَم التفكير أقوى سلاحٍ تمنحهُ للناس.
وإنني أعرفُ كثيرَ ناسٍ حققوا نجاحات باهرة في حيواتهم، وراقبتُهم لفترةٍ من حياتي. وهؤلاء لن تجرؤ على أن تدخلَ في جدالٍ معهم.

أنا شاكرة وممتنة للأستاذ يونس على ترجمة هذا المقطع لأنه رائعٌ بحق. وهو مأخوذ من مقالة ما لم تخبرك به الجامعات عن الكتابة وقوّتها وأهميتها.

إذا كانت لديك مدونةولم تستطع الكتابة يوميًا، فاكتب كل يوم فقرة ستحصّل سبع فقرات في نهاية الأسبوع وبهذه الطريقة ستكتب 52 مقالًا في السنة وهو عددٌ رائع. في الحقيقة حتى 13 مقال يبقى أفضل من 0 مقال. لكنه عار لمن يدّعي أنّ الكتابة طفله.

كانت هذه التدوينة بمثابة التفكير بصوت مرتفع معك عزيزي القارئ، أراك في تدوينات أخرى وإلى اللقاء.

ــــــــــــــــــــــــــــ

إن أعجبك ما أكتبه من محتوى فلا تتردد في طلب خدماتي، أو طلب استشارة في الكتابة بالتواصل المباشر على واتساب:

ــــــــــــــــــــــــــــــ

الصورة البارزة من تصميم أنامل الذكاء الصناعي.


اكتشاف المزيد من مدوّنة دليلة رقاي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

6 رأي حول “لماذا قد أعتذر للكتابة وهل ستقبل اعتذاري؟

اترك رداً على د. عبدالله بن ياسين بخاري إلغاء الرد