يا مساء الورد أيها المُزهر…
تصفحتُ الكثير من التغريدات والتدوينات، وحاولتُ أن أنام قليلًا ثم تعوذتُ بالله من الشيطان الرجيم وأقصد “التصفّح العشوائي” وقفزتُ من مكاني قفزة الأسد، وقلتُ لنفسي: ما رأيك يا دليلة أن تذهبي إلى تلك المسودات المكدسة لنبدأ في كتابة واحدة منها وإخراجها إلى النور، كادت العثّة تأكل التدوينة لولا أن هداني الله لإخراجها إلى نور الشمس.
في هذه التدوينة المحظوظة سأتحدث أنا وأنت بصوت مرتفع، ونكفّ عن الهمس، سنتناقش سويًا عما يجعلنا نتطوّر بصفتنا كتابًا رائعين وموهوبين، نعم نحن كذلك فلا تستغرب.
جدول المحتويات
- جدول المحتويات
- نفسك ودورك أولًا
- الماء الراكد فاسد لأنه لم يسافر ولم يجاهد
- لا تكن وحيدًا في رحلتك
- لا تكتب يومًا وتنم شهرًا
- ما لا يسع الكاتب جهله من الـ seo
- اجعل لك زادًا من الأفكار
- لتكن لك علامة شخصية حقيقية
- فكّر بعقلية رائد أعمال محتوى
نفسك ودورك أولًا
بينما يتحدث الأغلبية عن الجمهور المستهدف وعما يطلبه المتابع، أريد أن ألفت انتباهك إلى نفسك أولًا. فلا تتبع ميول الآخرين وتفضيلاتهم، بل اتبع ميولك وما يريحك وما يجعلك نهر عطاء لا ينضب. فلو طلب الجمهور الكتابة حول موضوع ما فسيأتي اليوم الذي يتوقفون عن البحث فيه.
لكن ماذا عنك؟ وفي المقابل إذا كنت شغوفًا بالبحث والتحري وطلب المعرفة باستمرار فستكون قادرًا على تلبية حاجة جمهورك في كل مرحلة. إذًا عليك نفسك أولًا. حتى ولو طلب جمهورك معارف أنت لست خبيرًا فيها، فستكون قادرًا على إحالتهم لمن هو أكثر كفاءةً ومعرفة منك. لأنك باحثٌ وقارئ.
الماء الراكد فاسد لأنه لم يسافر ولم يجاهد
إذا وجدتَ نفسك غير قادرٍ على الكتابة، فلابد أنك لا تقرأ، ولا تتحرك ولا جديد في حياتك يستحق الكتابة، عندما تقرأ وتتطور وتتزايد الأحداث في يومك، وتتدفق المعارف إلى حياتك، ستجد نفسك متحمّسًا لمناقشة كل فكرة في تدوينة لوحدها، ستتوق للتعبير عن كل ما في خاطرك لجمهورك.
قبل أن تغضب من العنوان، دعني أخبرك أنني أحب قصيدة أصحاب الهمم، وهذا البيت دائمًا أذكّر به نفسي حين تسكن روحي طويلًا في نفس المكان فأخاف عليها من أن تركد، فتفسد وتأسن، لهذا استخدمته لأذكّر نفسي وإياك بالسفر في سبيل التزكية والتطور والتوسّع…
لا تكن وحيدًا في رحلتك
يأكل الذئب الشاة القاصية، فلا تبقى لوحدك حتى لا يفترسك ذئب الإحباط والفتور والانكسار… لذلك أَحط نفسك بمن لهم نفس طموحك، وصاحب من يرفع همّتك ويصبّ زيتًا في قنديلك، ومن يوقظ عزيمتك وليس العكس.
انتسب إلى المجتمعات التي تُعنى بالكتابة والعمل الحر، سواءً كانت مجانية أو مدفوعة، وتابع أولئك الذين يبث كلامهم وكتاباتهم الشغف والحماس في وريدك، لا تكن وحيدًا تتقاذفك منشورات النجاح والإنتاجية الخاوية، والروتينات ووصفات التغيير الكاذبة المُبالغ فيها.
فكم من كاتب تابع أو تدرّب على أيدي أحد المدربين وظنّ في نهاية المطاف أنّ الكتابة ليست له، وأنه لا يصلح لها… أقول هذا لأنوّه إلى حسن اختيار المدرب أو المجموعة، فليس كل من ادّعى الحرفة محترف.
كما أقصد بعدم السير في رحلتك وحيدًا إلى استخدام الأدوات التي تسهّل عليك الكتابة، وتُحسّن من جودة ما تقدّمه. مثل أدوات التدقيق والتصحيح اللغوي مثل:
- منصة المستشار اللغوي. منصة تستقبلك سؤالك، وتُحيله على مختص وتُرسل الإجابة إلى بريدك، كما ستستفيد من الأسئلة المطروحة سابقًا.
- أداة صححلي تعينك على تدقيق نصوصك لغويًا وتهذيبها، وتصحيح علامات الترقيم وغيرها…
- أداة قلم وهي اداة مدفوعة لكن في حالة أنك بحاجة ماسة إليها فلابأس بالاستثمار في ذلك.
هذا بالنسبة لأدوات التدقيق اللغوي، أما عن بقية الأدوات فأقصد مثلًا ملفات جوجل للكتابة وبناء بنك الأفكار، وأداة تنبيهات جوجل لمراقبة الويب ومعرفة ما يُنشر في مجالك، واستخدام الذكاء الاصطناعي أيضًا كأداة للعصف الذهني والحصول على الأفكار …
استخدمه كمساعد ولا تجعله يفكّر بدلًا عنك، حتى لا تركد فتفسد.
لا تكتب يومًا وتنم شهرًا
يؤسفني أن أخبرك أنّ الكتابة يومًا والنوم شهرًا لن تصنع منا كتابًا حقيقيين، خاصة إذا تعلّق الأمر بالكتابة على الإنترنت. فالإنترنت تتطلب منك الاستمرارية والحضور الدائم في كل محفل. فإن غبتَ، ستُنسى. فلا تصدق من يخبرك بعكس ذلك.
أكتب باستمرار، لا يُشترط أن تكتب يوميًا ولو كان ذلك أفضل. لكن النشر ولو لمرة في الأسبوع سيكون مثاليًا لتعلّم أشياء جديدة، وبناء عادة الكتابة المستمرة، وتقوية لياقتك ككاتب، وتحسين مستواك، وفهم جمهورك أكثر ومعرفة ما يطلبه القارئ أو السوق.
ما لا يسع الكاتب جهله من الـ seo
إذا كنت تكتب على الإنترنت، فأنت تكتب في ساحة قتال. والـ SEO ليس خيارًا جانبيًا، ولا حتى رفاهية، بل جزء من مهنتك. وأنت مضطرّ لتعلّم أساسياته وتطويرها مع الوقت. وقد سبق وجمعتُ عدة مقالات عن تحسين محركات البحث في تدوينة واحدة. وكتبتُ أيضًا كيف تكتب مقالًا موافقًا للسيو.
اجعل لك زادًا من الأفكار
قد تكون قلة الأفكار سببًا لعدم تقدمك في الكتابة، لكن هذا من الماضي فمع تطور الذكاء الاصطناعي الرهيب لم يعد لديك أي عُذر. فالذكاء الاصطناعي يستطيع إمدادك بأفكار لا تنتهي للكتابة عنها باستمرار، كما يمكنك الاستعانة بمنصة كورا وأخذ الأسئلة منها والإجابة عنها. تابعني واقرأ لي هناك.
وحتى الأفكار كتبتُ عنها في تدوينة موجهة لمن يرغب في خوض تحدي رديف، وذلك فيما يخص إيجاد الأفكار للكتابة عنها.
لتكن لك علامة شخصية حقيقية
حين أتحدثُ عن العلامة الشخصية أتذكر الأستاذ طارق الموصللي فقد تحدث بما يكفي عن الموضوع. وحين يتحدث طارق فاعلم أنّ الموضوع ذو قيمة عالية، وكتاباته فيها من النفع الكثير. فقد كتب:
- كذا يُصنع البراند الشخصي.
- 7 استراتيجيات لتحقق أقصى استفادة من علامتك التجارية الشخصية.
- كيف تُحقق لك علامتك التجارية الشخصية 3 مصادر دخل؟
- العلامة التجارية الشخصية لا تعني التخصص!
فكّر بعقلية رائد أعمال محتوى
لا تفكّر فقط في الكتابة وجذب الإعجابات والمشاركات، بل فكّر بعقلية ريادي يبني أصولًا رقمية. ويسأل نفسه في كل مرة يكتب فيها محتوى: هل هذا سيجلب لي المال غدًا؟ ولا يكتب بطريقة عشوائية أو لمجرد الكتابة فقط. وإذا كان هدفك الكتابة فقط، فهذا المقال لم يكن لك من الأساس.
فالكاتب العادي:
- يكتب وينتظر التفاعل.
- يعمل عند منصات أو عملاء فقط.
- يقدم خدمات فقط.
- لا يهتم بجمع البيانات.
- يكتب للآخرين.
أما رائد أعمال المحتوى:
- يكتب ويبني أصولًا رقمية.
- يملك جمهوره ومنصته.
- يقدم خدمات ومنتجات ودورات…
- يبني قائمة بريدية ويهتم بجمهوره.
- يكتب لنفسه وفي منصته.
فأيٌ من الصنفين أنت؟ لقد حان الوقت للتفكر جيدًا في أي من الصنفين تريد أن تكون، وتسعى لتطوير نفسك على ذلك الأساس.
وصلنا إلى نهاية تدوينة اليوم، التدوينة التي ستحظى بقراءتك لها. فإن كان لديك تساؤل أو تحتاج إلى خدمة في كتابة المقالات أو النشرات أو في أيٍ مما يمكنني المساعدة فيه، فيسعدني تواصلك معي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاركني رأيك دائمًا، فأنا في الخدمة والاستماع، فقط اضغط زر تلجرام وستراني هناك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حقوق الصورة البارزة: الصورة من مكتبة ووردبريس المجانية.
اكتشاف المزيد من مدوّنة دليلة رقاي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
رأي واحد حول “كيف تطوّر نفسك باستمرار بصفتك كاتبًا على الإنترنت؟”