مساء الخير…
يبدأ كل شيء بالكتابة، الفيديو يبدأ بسكريبت، والبودكاست يبدأ بسكريبت أيضًا… والتسويق يعتمد على الكتابة، وحتى التصميم… الكتابة أصل كل شيء تراه على الإنترنت. ألهذا الحد الكتابة مهمة؟ نعم، لأنّ الكتابة مهارة مفتاحية لا يمكن الاستغناء عنها، أو بالأحرى هي أهم مهارة، خاصة في العصر الرقمي.
وإذا سبق وقرأت لي، فستعرف مدى إعجابي وإشادتي بما قاله عالم النفس جوردان بيترسون في حق الكتابة، وسأشاركه معك الآن. دون أن أنسى شُكر الأستاذ يونس الذي شارك المقطع وترجمه على مدونته المليئة بالجواهر والدرر، قال:
إنّ أفضلَ ما في مُكْنتك فعله، تعليمُ الناسَ الكتابة.
……..
حسنًا، لكن لماذا تكتب؟
لأنك بحاجة إلى إحراز نقاط جيدة في المساق الدراسي.
لكن الواقع هو أنك تكتب لأنك بحاجةٍ إلى أن تتعلّم كيف تفكّر.
لأن التفكير يتيح لك أن تتصرّف بفعاليةٍ في العالَم.
لأن التفكير يتيح لك الانتصار في المعارك التي تخوضها، وتلك المعارك ذاتٌ غايات نبيلة.
فإن تمكنتَ من التفكير والحديث والكتابة. فإنكَ بالأساس سلاحٌ مُميت!
ولا شيء سيكون عقبةً في طريقك.
هذا هو سبب تعلّمك الكتابةَ.
وإني أكاد لا أصدّق لماذا لم يخبروا الناسَ بهذا؟
إن أعدُّ تَعلُّم الكتابة ومن ثَم التفكير أقوى سلاحٍ تمنحهُ للناس.
وإنني أعرفُ كثيرَ ناسٍ حققوا نجاحات باهرة في حيواتهم، وراقبتُهم لفترةٍ من حياتي. وهؤلاء لن تجرؤ على أن تدخلَ في جدالٍ معهم.
ذلك لأنه إن فعلت قطّعوا حُججكَ إربًا ليس عن غلٍ بل بطيبة نفسٍ ونيّة حسنة.
استعنت بكلام جوردان بيترسون لأجيبك عن سؤال خفي يتردد في خلفية ذهنك وهو “لماذا الكتابة مهمة”؟ ولما عليّ تعلم هذه المهارة، وأتمنى أن يكون جوابه كافيًا لك. ما رأيك أن نبدأ تدوينة اليوم!
جدول المحتويات
- خصص وقتًا للكتابة
- التقط الأفكار فور مجيئها
- أنشئ بنكًا للأفكار
- تخلص من شياطين الكتابة
- استخدم لحظات آخر الليل لصالحك
- اختر مكان إلهامك
- استمر ثم استمر ثم استمر …
- سرٌ صغير لتلتزم بالكتابة اليومية
خصص وقتًا للكتابة
لا نجد الوقت للكتابة لكننا نجد الوقت لمكالمة صديق أزيد من نصف ساعة، ومتابعة مسلسل أو فلم أزيد من 45 دقيقة، كما نتصفح الإنترنت لأكثر من ساعتين أو ثلاث… أنا أقول الحقيقة، تصفّح وقت الشاشة في هاتفك وستصعق من الوقت الذي تسرقه الشاشة منك.
حتى لو كنت تقنع نفسك طول الوقت أنك تتابع المفيد والمهم من المواقع والحسابات، كل من تتابعهم لا يضعون في جيبك فلسًا واحدًا مع الأسف، ولا أصبحت شخصًا أفضل بسببهم. إنها الحقيقة، وحقيقةٌ مرة. أليس كذلك؟
جميعنا نتابع الكثير من الحسابات المفيدة، وحلقات البودكاست القيّمة، والدروس النافعة، لكن أفضل طريقة للتعلّم هي الفعل. بدل التصفح والاستماع والتعلّم النظري، طبّق، إفعل شيئًا ملموسًا، حتى لو كان تغريدةً واحدة مفيدة حول ما تفضّله، أو تشرح فيها أداةً، أو تروي فيها موقفًا في عملك يستحقّ التأمل…
باختصار يا صديقي، إن عذر عدم إيجاد الوقت للكتابة، أو تعلّم أي مهارة مفيدة، أو بناء عادة… محض كذبة، نضحك بها على أنفسنا. وأنا التي قد تراني متفلسفة زيادةً عن اللزوم، أنا أكتب الآن، ولو اتصلت بي أختي أو صديقتي سأردّ وأتهرب وأؤجل التدوينة للغد. “إنها الحقيقة المرة”.
لذا كفّ عن سرد الأعذار واختلاقها من العدم وحدد وقتًا للكتابة، صباحًا أو مساءً، ظهرًا أو ليلًا… حدد الوقت الذي يناسبك، يكفي أن تستطيع الالتزام به وستصنع الوقت الأفضل لك مع الوقت. وإذا كنت أكثر جدية، اسأل نفسك هذا السؤال:
ما هو الوقت الذي أكون فيه أكثر إنتاجية؟ ذلك هو الوقت الأنسب للكتابة بالنسبة لك.
التقط الأفكار فور مجيئها
يُقال أنّ الأفكار تأتي مع الحماس المناسب لتطبيقها، ألم تلاحظ أنّ الفكرة فور طرقها باب عقلك، تشعر وكأن العالم لا يسعك من الحماس لتطبق الفكرة؟ كما حدث معي حين باغتتني فكرة لقاء الأم الكاتبة (النصي)، وبدأتُ فورًا بإنجاز ملف جوجل يحوي مجموعة من الأسئلة، وأرسلته ولا أزال أرسله للعديد من الأمهات الكاتبات.
لمن تهتم بهذا الأمر، تجدينه في القائمة على مدونتي، ويمكنك التواصل معي لإجراء اللقاء إن شئت.
فإذا خطرت لك فكرة، لا تسطّحها ولا تربّعها… بل اكتبها، وحاول تطبيقها قبل أن يخفُت بريقها، وتنطفئ جذوتها. هل رأيت فكرتك وقد طبقها غيرك؟ لأنه استجاب للفكرة بسرعة، وأنت توقفت عند الفكرة ولم تفعل شيئًا، هذا هو الفرق.
أنشئ بنكًا للأفكار
بعد أن أخبرتك أن لا تحقرنّ أفكارك، مهما بدَت سخيفة في نظرك. جاء الوقت لتدونها، أكتب أي فكرة تخطر لك وتود الكتابة عنها، خصص دفترًا أو جوجل كيب أو أي تطبيق تستخدمه ويناسبك، وأنشئ بنكًا لا ينفد من الأفكار التي يمكنك الكتابة عنها مع الأيام.
لكن إياك أن تعتمد على عقلك، لأن الأفكار تتقاتل في كل لحظة لتحظى بمساحة من عقلك وفكرك. لذلك دوّن… نتعرض للكثير من التشويش يوميًا وفي كل لحظة، وفي نهاية اليوم نجد أنفسنا استنفذنا جهدنا وأفضل أوقاتنا فيما لا يسمن ولا يُغني من جوع.
تخلص من شياطين الكتابة
تختلف شياطين الكتابة من شخص إلى آخر، لذلك قبل أن تبدأ الكتابة، أغلق الإشعارات وأطفئ الهاتف، وأغلق الباب… وأغلق الكثير من النوافذ التي من شأنها أن تسلّط عليك شياطين الكتابة. قد يكون شيطان الكتابة شخص أو شيء أو فكرة أو أداة… أو أي شيء يوسوس لك، ويجعلك تتراجع عن فكرة الكتابة المستمرة، اقتل كل تلك الشياطين جملةً واحدة، ولا ترحم أيًا منها.
طبعًا، لا أقول لك تخلّى عن أولوياتك، هناك واجبات وأولويات تأتي قبل الكتابة شئنا أم أبينا. وحتى تتخلص من شياطين الكتابة، حدد ما يلي:
- وقت الكتابة: حدد وقتًا للكتابة، يكفي أن تبدأ بنصف ساعة، ثم تزيد عليها شيئًا، فشيئًا.
- موضوع الكتابة: سيأتي ذكر تحديد موضوع الكتابة، في العنوان الموالي.
- طول المقال أو المنشور: حدد عددًا للكلمات، كأن تحددها بـ 250 كلمة ثم تزيد حسب استطاعتك.
- المنصة: اختر المنصة التي تُناسبك أو مدونتك…
لا تدع مجالًا لنفسك بالتراجع…
استخدم لحظات آخر الليل لصالحك
وكيف أستخدمها وأنا منهار تمامًا من يوم متعب وشاق؟ حسنًا، لا تغضب. كل ما عليك فعله هو تدوين العنوان أو الفكرة الرئيسية التي تفكّر في الكتابة عنها، وحاول تدوين أفكار ثانوية معها، واستعن بالذكاء الاصطناعي إن شئت، ودوّن تلك الأفكار واخلد إلى النوم، ودع عقلك يقلّب تلك الأفكار في عقله.
اختر مكان إلهامك
لا أؤمن كثيرًا بالبيئة الإبداعية، فلا يملك الجميع نفس الرفاهية لصنع بيئة مناسبة تحفز على الإلهام والإبداع. ولا يستطيع الجميع إنشاء مكتب منفرد وخاص لا يفسد تركيزه أحد فيه، لذلك أنت وحدك تستطيع تحديد بيئتك المناسبة لك، سواءً في مكتبك أو في الحديقة، أو في المقهى، أو حتى في طريقك إلى العمل…
يكفي أن تعرف ما يُناسبك.
استمر ثم استمر ثم استمر …
تذكّر: قليلٌ دائم، خير من كثير منقطع. حاول الاستمرار في الكتابة بأقل القليل، لكن لا تنقطع كليًا. وراقب تطورك مع الأيام، أنت لست نفس الشخص بعد كتابة مقالين، ولا تشبه أبدًا نفسك بعد مئة مقال، كل ما حولك سيختلف بعد الكتابة.
سرٌ صغير لتلتزم بالكتابة اليومية
لا يوجد أيّ سر خطير في القصة، إنه سرٌ صغير فقط. تخيّل أنك تبني بيتًا وتضع طوبة فوق أخرى، ستتعلق يومًا بعد يوم بذلك البناء وستتحمس لإنهاء أول جدار. ستقول في نفسك: كيف لي أن أتوقف بعد كل هذا البناء؟ سيكون ما بنيته دافعًا للاستمرار.
وإذا كنت قد صرّحت بالنشر المستمر على المنصة المختارة، فإنّ كبرياءك هو من يدفعك للاستمرار، ستفكر في سمعتك قبل كل شيء. هذا إذا كنت ممن تؤثر فيهم هذه الطريقة، أما إذا كنت تضرب عرض الحائط بكل شيء وتختفي فهذه الحيلة ليست لك.
إذا لم يناسبك أيٌ مما سبق فدعني أخبرك بسرّ آخر، لم أكن لأفشيه لولا مكانتك المميزة لدي. أريدك أن تنتفع بأي طريقة. حين تقرر الالتزام بالكتابة ستتكالب الظروف، والأهل، والإشعارات عليك… سيسعى كل شيء جاهدًا لإحباطك.
لا تقع في هذا الفخ، حتى لو كنتَ مريضًا أو اضطررت لاصطحاب أحدهم إلى المستشفى، أو كنت أنت المريض [عفاك الله من كل سوء] أكتب… لستَ مضطرًا لكتابة 1000 كلمة ولا حتى 500 كلمة، أكتب 100 كلمة وحسب، لكن لا تكسر السلسلة، ولا تهدم الجدار…
هذا ما كان في جعبتي لنهار اليوم، شاركه مع من تحب ومع من يهمه الأمر، وألقاك في تدوينة مقبلة إن شاء الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاركني رأيك دائمًا، فأنا في الخدمة والاستماع، فقط اضغط زر تلجرام وستراني هناك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حقوق الصورة البارزة: الصورة من مكتبة ووردبريس المجانية.
اكتشاف المزيد من مدوّنة دليلة رقاي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
🌹🌹🌷🌷
إعجابإعجاب