كيف يلهمك الآخرون لتصبح “لا شيء” مثلهم؟

مساء الخيرات والبركات…

هل تذكر آخر مرة حاولتَ فيها فعل أمرٍ ما؟ ثم اجتمع كل من حولك على رأي واحد، وهو أنّك لست أهلًا لذلك، أو ربما الأمر أصعب مما تخيّل؟ خاصة على شخص مثلك. سيقنعونك بأنك لا تستطيع ولا تستحقّ، ولكن بلباقة بالغة. هل جربتَ ذلك من قبل؟

قد تكون جربتَ ذلك مِرارًا وتكرارًا ولم تنتبه، وربما انتبهتَ وظننتَ أنّ ذلك هو الواقع. لماذا؟ لأنك لم تفكّر بشكلٍ ناقد، ولم تمحّص آراءهم عنك، وصدّقت كل كلامِهم، ظنًا منك أنّهم يعرفونك حقّ المعرفة. وهذا خطأك في نهاية المطاف، لأنك لا تعرف نفسك.

جدول المحتويات

  1. جدول المحتويات
  2. التركيز على أخطاءك وفشلك
  3. تصعيب الهدف وصُنع عراقيل وهمية
  4. القتال من أجل إبقاءك في منطقة راحتك
  5. صنع نسخة مثلهم
  6. من هم الآخرون الذين أقصدهم؟

التركيز على أخطاءك وفشلك

حين تفكّر في بدء مشروع ما، أو تغيير مسارك المهني إلى الأفضل، ستسمع جملًا مثل: هل تذكر المشروع “س” الذي فشلتَ فيه؟ هل تريد تكرار تلك التجربة مجددًا؟ أم أنك نسيتَ! لقد قضيتَ خمس سنوات من عمرك في دراسة تخصصك، ولم تفعل شيئًا بتلك الشهادة… وتذكّر…

يخجلون فقط من مناداتك: يا فاشل، لقد رأينا إنجازاتك… هذا إذا كنت مع شخص لبقٍ بعض الشيء، لكن إن كنت سيء الحظ جدًا، فسيسرد عليك أحدهم قائمة من الخسارات والفشل، لم تعلم يومًا أنها في حياتك، سيذكّرك حتى بفشلك في المشي مثل أقرانك، وأنك تأخرتَ عنهم جميعًا…

باختصار، سيقنعك بكل الطرق، أنّ حالك الآن أفضل، ويدعوك بطريقة أو بأخرى أن تتوقف عن المحاولة.

تصعيب الهدف وصُنع عراقيل وهمية

لنفترض أنك عقدتَ العزم وقررت العمل على الإنترنت، وبدأت بتعلّم مهارة جديدة لتكسب أول دولار لك من الإنترنت. ماذا سيفعل شيطان الإبداع؟ سيخبرك أنّ هذا الهدف ليس لك، وأنك لستَ أهلًا لذلك… سيعدّد لك عراقيل مثل: أنت في الجزائر (طبعًا هذا وحده عرقول ضخم).

وبمناسبة العراقيل سأحكي لك نكتة: طلب أستاذ من التلاميذ أن يكتبوا تعبيرًا كتابيًا عن العراقيل التي اعترضتهم حين عزموا على تحقيق هدفٍ من أهدافهم. جميع التلاميذ كتبوا نصوصًا تعالج الموضوع بدقة، إلا واحدًا منهم، كتب:

حين أردت تحقيق أهدافي، اعترضتني مجموعة من العراقيل، فقتلتهم عرقولًا عرقولًا، وحققتُ هدفي.

ما رأيكَ أن تكون مثل صديقنا، وتقتل جميع العراقيل التي وضعها الآخرون في طريقك. (الآخرون هم أولئك الذين يريدونك “لا شيء” مثلهم).

سيقدمون لك أمثلة لأشخاص فشلو في العمل على الإنترنت، وآخرين استسلموا، وآخرين نُصب عليهم، وآخرين تعرّضوا لمشاكل قانونية… والقائمة تطول. لن يصمتوا حتى تقول لهم: اكتفيت. وربما لن يصمتوا أبدًا.

القتال من أجل إبقاءك في منطقة راحتك

سيُزيّنون لك منطقة الراحة، ويزهّدونك في التغيير والحصول على الأفضل. ويُخوّفونك من خسارة ما تملك، ويقنعونَك أنك بخير، ويلفتُون نظَرك لكل من هم أقلّ منك، سيلقّنُونك القناعة كما يفهمونها بعقولهم القاصرة. ويقنعونك بالموت في منطقة راحتك مثلهم.

صدّقني سيقاتلون بكل ما يملكون، حتى يعيدونك إلى ذات المكان. وللأسف الشديد ستكون نفسك الكسولة جُندًا من جنودهم.

صنع نسخة مثلهم

وستجد نفسك في نهاية المطاف “لا شيء” مثلهم. ستقول في نفسك: لن أسمح لهذا بأن يحدث؟ لكن الواقع سيجيبك. تذكّر الأهداف التي سطّرتها، ثم تراجعتَ عنها بسبب من حولك. وفكّر في القرارات التي أجّلتها ليرضى عنك من حولك.

استرجع الفرص التي أهدرتها لتشبه من حولكَ… ولأنّ التاريخ لا يرحم، ستجد الكثير من التخاذل والتراجع والكسل في سجلّ حياتك، والسبب أنك استمعتَ إلى أصواتٍ تأبى مغادرتك للسّرب، وآمنتَ بأشخاص يكرهون اختلافك وتميّزك، لأنه يذكّرهم بفشلهم، فقاتلوا باستماتة لتكون مثلهم. لتستمرّ في عيش حياة كئيبةٍ رتيبةٍ مملة.

من هم الآخرون الذين أقصدهم؟

ستظنّ أنّ الآخرين هم أشخاصٌ يكرهونك، طبعًا هم كذلك. لكن ليس جميعهم… فالبعض منهم يحبونك بكل صدق، ويخافون عليك من أدنى تغيير. والبعض الآخر، يكرهونك ويحسدونك في صمت، ويُظهرون لك عكس ذلك. حتى نفسك تُصنّف ضمن هؤلاء الآخرين.

وربما نفسك تُبقيك في نفس المكان وتجتهد لأجل ذلك أكثر من البقية. فكّر قليلًا، هل ما أنت عليه الآن، وما أنت فيه، هو نفسه الذي حددته لنفسك في بداية السنة؟ لو ركزتَ قليلًا وصممتَ آذانك عما يقوله الآخرون، هل كنت ستصل إلى مبتغاك؟ هل هم المُلامُ الوحيد؟ أم أنك أكثر أعداء نفسك شراسة؟

جميعنا نملك هؤلاء الآخرين في حياتنا، وقد يكونون أقرب إلينا مما نتخيّل… ونستمع إليهم بكل صدق ونصدّق كلامهم، خاصة نفوسنا التي آثرت الراحة والنوم. لستُ هنا لأحكم على نيّاتهم أو أهدافهم، وإنما لنتأمّل سويًا في حياتنا، كيف غفلنا عنها حتى أصبحت تُشبه حياة الآخرين.

وصلنا إلى نهاية التدوينة، فإذا كنتَ ممن يحاول العمل على الإنترنت، أو التعاون لأجل مشروع رقمي فأنا في الخدمة، تواصل معي وسنتفق على خدمة تُناسب احتياجك.


حقوق الصورة البارزة: من تصميم الذكاء الاصطناعي.


اكتشاف المزيد من مدوّنة دليلة رقاي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

5 رأي حول “كيف يلهمك الآخرون لتصبح “لا شيء” مثلهم؟

  1. أحسنت دليلة، مقالة موفقة ، أشعر أن في جعبتك الكثير، وأنا أقرأ أردت الوصول إلى حل لما عرضته، لابد أن تتلو هذه التدوينة، تدوينات أخرى تعالج ماذكرت.

    إعجاب

    1. أما بخصوص المشي، فقطعًا لياسين تأثير كبييير… (ضحكتُ كثيرًا حين قرأتُ تعليقك خاصة نقطة المشي). أما عن تحميل ذواتنا المسؤولية الكبرى، فأنا أرى أننا وفي سنّ معيّن وفي وضع معيّن… نتحمّل المسؤولية الكاملة.

      عن تطوير الذات، عنصر الفهم يأتي أولًا في كل شيء، وليس في تطوير ذواتنا فقط. والمشكلة تكمن في كون الفهم… ليس سهلًا.

      Liked by 1 person

اترك رداً على دليلة رقاي إلغاء الرد