مساء أو صباح البهجة ونسمات الخريف!
ملاحظة:شكرًا جزيلًا للزميل زياد على ملاحظته. ثريد: هو سلسلة من التغريدات على تويتر، وبعضهم يقول سرد أيضًا.
سنُحلق سويًا اليوم في سماء الفشل، ونلمس بهمتنا غيوم المحاولة والإصرار، أجل للفشل أيضًا سماء ولولاها ما شمّ أنفك رائحة النجاح.
قبل شهر تقريبًا، تحمستُ لفكرة إنماء حسابي على تويتر، ووضعت خطةً لذلك وكانت عبارة عن:
- نشر ثريد يوميًا لمدة 30 يومًا.
- التفاعل مع 10 حسابات.
- إعادة تغريد 05 تغريدات عن طريق إقتباس [quote].
تحمستُ في البداية كثيرًا وبدأتُ في نشر ثريد يوميًا وعدة تغريدات إلى غاية اليوم الثامن أو التاسع، كانت طاقتي صفر ولو كنتَ بقربي لسمعتَ لتعبي صوتًا يشبه صوت الهاتف حين تنفد بطاريته [لستُ أمزح].
لم أنشر في ذلك اليوم وقمت بإعادة تغريد أول ثريد لي كتبته قبل أشهر، لكن ذلك لم يُسكت صوت التأنيب في داخلي بل بدأتُ أشعر بالفشل، وتعالى صوت جلّادي الداخلي، لقد فشلت حتى في هذه، لو أنك قلت ثريد واحد في الأسبوع أو اثنين، لكان الوضع أهون.
قبل أسبوع من بداية التحدي
عدتُ بك عدة خطوات إلى الوراء لنعرف السبب، كنتُ أشعر بالتأنيب ومدونتي تصرخ من جهة، ويتعالى صوت الأسئلة المُدرجة تحت قائمة أجيب لاحقًا على Quora، وصوت آخر مزعج كلما مررت بتغريدة أو ثريد يتحدث عن إنماء حساب تويتر.

لماذا إنماء حساب تويتر؟
سمعتُ في بداياتي في العمل الحر عن أهمية حساب لينكدان، لكن ماذا أفعل إن كان دمه ثقيلًا، حاولت بناء علاقة وديّة معه لكنه يصرّ على الجدية ووجهه المتجهم طول فترة تعارفنا، يا أخي لم أحبّه وتأتيني من خلاله رسائل كثيرة وسخيفة لا تمتّ للعمل بصلة.
بعد انضمامي إلى رديف، سألني الأستاذ يونس إن كان لدي رغبة في تعلم كتابة الثريد، يومها لم أعرف إن كان الثريد هذا دواء للسعال أو وصفة للتخلص من دوار البحر، ولأنني مُحبةٌ للتعلّم ولا أخجل من قول لا أعرف [هذه تُحسب لي] قلتُ له، ما هو الثريد؟ وقد أجابني طبعًا. جزاه الله ألف خير.
لا تقلق، سأشاركك أول ثريد كتبته وأنا أعي ماذا أكتب. مرّت الأيام وبدأت كلمة إنماء حساب تويتر تحشر أنفها في كل شيء، في البداية شعرتُ بالغثيان منها، تبًا لها كم هي قليلة حياء، لا تتوقف عن الظهور أمامي دون موعد، ظننتها لا تحترم نفسها لكنني اكتشفتُ أنني الحمقاء الوحيدة في المعادلة التي لا تعرف مصلحتها.
بعد أن أدركتُ أهمية توتير، لم أتحرك ولا حتى خطوة نحو إنماءه، الجهل والكسل والتسويف والمماطلة قَتَلة فلا تدعهم يعترضوا طريقك وهُم معًا، سيحطمون أحلامك صدّقني.
بدأتُ أدرك جدية تويتر حين جاءني أول عميل من خلاله، [مازال عميلًا محتملًا وحسب]، وقد تحدثتُ عن ذلك في نشرتي البريدية، الحمام الزاجل. لا تنس الاشتراك فيها لأنني أكتبها بكل حبّ، وأبذل فيها جهدًا أيضًا يستحق قراءتك.
وبعد أشهر جائني عميل آخر، لقد كان فعلًا عميلًا خَيّرًا وأنا سعيدة لأنه جاء بعد أن تابع تغريداتي وأعجبه محتواي، لا أدري إن كنتَ توافقني الرأي، لكن هذا كان أفضل عميل إلى الآن، على غرار أولئك الذين عملتُ معهم في مستقل أو جاؤوا من خلال عميل آخر.
الخلاصة يا صديقي، لا تحشر نفسك ضمن قوالب ضيقة تكسر ظهرك أقصد قلمك، وضع أهدافًا معقولة خاصة في البداية، هذا لمصلحتك.
لماذا أشاركك القصة؟
اعترضتني مشكلة بالأمس ولازالت قائمة وهي مرهقة حقًا، ولا أدري كيف أستمرّ بالكتابة رغم ذلك، شاركتُ الأمر مع صديقتي كان أول ما قامت به هو البحث عن تجارب مُشابهة في مجموعات فيسبوك، وصورت التعليقات وأرسلتها لي.
أرسلت لي تجارب الآخرين، وهي في الحقيقة أفضل معين بعد الله في الأوقات الصعبة، لأننا ننتفع منها حق الانتفاع. لهذا تقول جدتي رحمها الله: “سال مجرب لا تسال طبيب” بمعنى اسأل مجربًا ولا تسأل طبيبًا بمعنى خبيرًا في المجال. [لا يعني ذلك أن تتخلى عن استشارة الخبراء].
في نهاية المطاف تركتُ التحدي، لأنني فشلتُ فيه. وتعلمتُ الدرس وبدأتُ تحديًا آخر وحتى لو فشلتُ فيه، يكفيني شرفُ المحاولة. قد أتحمّل الفشل لكن لا أتحمّل أن تتعفّن همّتي وتجتمع عليها الطحالب.
وكما يقول الدكتور عائض القرني في قصيدة أصحاب الهمم:
الماء الرّاكد فاسد، لأنه لم يُسافر ولم يُجاهد.
الدكتور عائض القرني
إلى هنا تنتهي تدوينة اليوم، في جعبتي الكثير لأقوله. لكن الهدف ليس طول التدوينة وجودتها وإنما أهدف من التحدي، إلى بناء عضلة الكتابة اليومية على الإنترنت، وأنا واثقة أنني سأتحسّن مع كل تدوينة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حقوق الصورة البارزة: Photo by Greenwish on Pixels
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاركني ما هي التحديات الخاصة التي فشلتَ فيها وتعلمت منها دروسًا؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذا أعجبك ما أصنعه من محتوى، ولديك نصيحة أو نقد أو أي استفسار أو حتى طلب خدمة، لا تتردد في التواصل معي على:
3 رأي حول ““30 يوم من النشر المتواصل على تويتر” وقصةُ فشل ذريع خلف الكواليس”