تُمضي الكثير من الوقت وأنت تفكر في عنوان للعدد القادم من نشرتك، ثم تقضي الساعات وأنت تجمع المحتوى وتحذف وتضيف وتعدّل وفي النهاية لا أحد يردّ على نشرتك أو يشكر جهدك، ثم الأسوء من ذلك تستيقظ على إلغاء الاشتراك. ماذا فعلت لهم؟ لماذا لا يحترمون شعورك؟ ولا يقدّرون جهدك؟ فكيف لا تحزن؟
نعم يحقّ لك أن تحزن وتقيم مأتمًا وعويلًا وتنوح من مطلع الفجر وحتى العصر، وربما تحذف نشرتك أو حتى مدونتك أو ربما قناتك على اليوتوب… أليس كذلك؟ فمن يكون هذا الذي يُلغي اشتراكه من نشرتك؟ وكيف تُسوّل له نفسه فعل ذلك؟ حسنًا ما رأيك الآن؟ هل وجدت هذي المقدمة منصفة لكبرياءك وغرورك؟
ألم يسبق لك أن ألغيت اشتراكك من إحدى النشرات، ألم تتعثّر ذات يوم بكومة من الروابط المفيدة وتجاهلتها مدعيًا أنك مالك المعرفة وحكيم زمانه؟ ألم يسبق لك أن قرأت خفية وانتفعت وحمّلت الكتب والبرامج ولا من شاف ولا من دري بلسان أهل الشام؟ فعلت أليس كذلك؟ اعترف… اقرأ هذا المقال وحاول أن تطبق نصائحه ما استطعت إليها سبيلا. وكيف تنسب الفضل لأهله.
الجميع يلغي اشتراكه
قبل أن أبدأ في كتابة المحتوى كنت مشتركة في عدد من النشرات وأقرأ بين الحين والآخر فقط، لكن حين تغيّر اهتمامي ألغيت الاشتراك منها جميعًا وتوقفت عن زيارة تلك المواقع، مع أنني أحب وأحترم أصحابها وأنا شاكرة لهم لأنهم رافقوني طيلة فترة لا بأس بها من حياتي، لكن وصلنا الآن إلى مفترق طرق وحان الوقت لوداعهم بكل حب.
أشترك أحيانًا في بعض النشرات لكنني أتفاجئ أن هناك أكثر من خمسة أعداد في بريدي لم أفكّر حتى بالاطلاع عليها، فأقوم بإلغاء الاشتراك. ولا شك أنك أنت أيضًا تفعل الشيء نفسه، أفضّل أن ألغي اشتراكي على أن تتكدّس الأعداد في بريدي دون أي اهتمام، لكن هل سيحزن أصحابها؟ أم ماذا سيتصرفون حيال ذلك؟
لماذا نحزن حين يلغي أحدهم اشتراكه؟
إنتاج المحتوى بشكل مستمر متعب إلى حد ما، وربما يكون متعب جدًا إن كنت تصنع محتوى في منصات مختلفة، ولا شكّ أنك ستحزن حين يلغي الآخرون اشتراكهم أو متابعتهم، لأنك تعتقد أنهم لا يحبونك أو لا يقدّرون جهدك وذلك لأنك تربط نفسك وقيمتك بمحتواك وبمتابعيك، لكن هذا ليس عين الحقيقة أبدًا، تذكّر دائمًا أن قيمتك محفوظة عند الله حتى وإن كان محتواك رديء فكيف لو كان جيّدًا.
واصل إنتاج المحتوى ولا تأبه بالمتابعين والمشتريكين لأنّ المحتوى القيّم سيرض نفسه في النهاية، وتوقف عن التسابق مع خواريزميات مواقع التواصل الاجتماعي حتى لا تحترق وظيفيًا ونفسيًا وهوّن على نفسك ولا تتعبها، تخيّل معي أنّك تعبت وأمرضت نفسك لأجل النشر يوميًا على تويتر والتعليق والردّ والتحدث في المساحات بغرض تنمية حسابك، ثم حُذف الحساب لأي سبب من الأسباب ماذا ستفعل؟ ستحزن أليس كذلك؟
لكن إن كنت تنشئ محتوى لتقدم النفع وتنفع الآخرين في مجالك، فلن يهمك بقاء الحساب من حذفه، لأن تأثيرك في نفوس الآخرين لن يزول أبدًا، وإن كانت تلك النفوس طيبة وخيّرة سيبحثون عنك ويشكرونك ويدعون لك في ظهر الغيب حتى لم تجتمع معهم رقميًا أو واقعيًا، هل مازلت حزين لأجل أحدهم ألغى اشتراكه؟

لو تلاحظ في نشرتي ستجد أنّ هناك ثلاث أشخاص ألغوا اشتراكهم، وأفكر أحيانًا في إرسال رسالة لهم للاطمئنان عليهم، حقيقة لا أدري ما الذي يمكن فعله في حال كان عدد الذين يلغون اشتراكهم كبير، لأنه هنا ستعرف أنّ هناك مشكلة من دون شك في محتواك أو في أسلوبك، فلا يعقل أن يشتركوا ثم يغادروا… ركز على إنشاء محتوى جيّد وسيأتي المشتركون من تلقاء أنفسهم، وسيروّج باقي المشتركين لنشرتك.
وصلنا إلى نهاية دردشة اليوم يا صديقي، شاركني ما يجول في خاطرك حول هذا الموضوع الضخم والعميق، وشكرًا لأنط هنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــ
أعجبك ما أشاركه من محتوى وترغب في التواصل مع لطلب خدمة أو شيء آخر تواصل معي على الخاص
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حقوق الصورة البارزة: الصورة من موقع Unsplash
أنا مش زعلانة على أي شخص يلغي اشتراكه، لأنه هو
الخسران
إعجابLiked by 1 person
ليس بالضرورة أن يكون خاسرًا، فربما مجالك لا يخدمه ولا أحد يمكنه أن ينشئ محتوى يفيد كل الفئات وكل التخصصات…
إعجابLiked by 1 person
صحيح دليلة،
اعتقد عادي انا “اكنسل” اشتراكي لتغير اهتمامي حاليا، بس اذا احد “كنسل” نشرتي ازعل 💔
اتذكر شعور مقارب اول ما بدات التدوين كنت اقول لنفسي لازم عالاقل يتابعني ١٠٠ شخص على تويتر ، وصار العدد ينقص ويزيد بين ٩٨،٩٩،١٠٠،٩٩ وهكذا ، وسألت نفسي نفس السؤال،
لكن هذه هي الحقيقة مثل ما اتمنى لنفسي بريد مرتب وسريع القراءة بدون تشتت، أتمناه للاخر.
شكرا لك دليلة
إعجابLiked by 1 person
مشاعر الحزن حين ينقص المتابعين، ومشاعر الرغبة في كثرة المتابعين ورضاهم عن محتوانا… وكل ذلك أمر طبيعي.
لأننا بشر ونرغب في الشكر والمديح والتصفيق والظهور…، لكن علينا تقبل تلك المشاعر والتعامل معها دون إنكار.
وذلك بوقفة مع أنفسنا واعتراف ببشريتنا.
العفو ريم وشكرا لمرورك 🤍🤍
إعجابLiked by 1 person
كلامك جواهر…لكن المبتدئين بصفة عامة يهمهم عدد المتابعين، لأن ذلك بمثابة مقياس يعرفون به مدى جودة أو رادءة محتواهم، و لا أظن أن هذا ينطبق على المحترفين.
إعجابLiked by 1 person