مساء الخير!
ليس من عادتي أن أكتب في هذا الوقت، لكنني اضطررت نفسي للكتابة. هل تعلم لماذا؟ لأخرج نفسي من حالة لا أدري كيف أسمّيها. لكن يراودني هذه الأيام شعور الاختفاء … لا تفهمني خطأ. أعوذ بالله لا أفكّر في الانتحار، لا لا حماني الله وإياك من كل حالة قد توصلنا لذلك.
هروبٌ مدروس
أفكّر في الهروب إن صحّ القول، لكن السؤال الأصحّ هو من ماذا؟ ولماذا؟ هذا ما عليّ إيجاد إجابة كافية شافية له. طبعًا لن أبوح بكل شيء هنا وأكشف لك ما خلف الستارة. وفي نهاية المطاف هذه مدونة وليست عيادة نفسية، وأنت قارئٌ يا عزيزي فليس من الحكمة أن أحمّلك ثقلًا أنت في غنى عنه.
لنعد إلى موضوع الهروب، ولنكن صادقين فإنّ هذا الشعور موجود وربما شعرتَ به في فترة ما من حياتك. آه فكرة التخلي عن إنهاء المقال والذهاب لتصفحّ الهاتف تراودني عن نفسي. لكنني أقاوم الفكرة من أجلك… لأنني أريد أن أنفعك! هراء صحيح؟ لا أدري لماذا ندّعي ذلك أحيانًا.
ونقول بأننا نكتب للقارئ ولنفعك ومن أجلك، يا إلهي ما هذه الملائكية. كن صادقًا معي وأخبرني كم صادفت من أمثالي؟ ممن يدّعون أنهم هنا لأجلك على تويتر أو على يوتيوب… وفي أماكن كثيرة، والغريب أنّ هناك من يقول أنه هنا من أجلك في الحياة، قلبي الصغير لا يتحمّل. ركلتَ بطن أمك وقطعت أشواطًا في طفولة متعبة.
ومراهقة مجنونة وربما اشتعل رأسك شيبًا لأجلي، كم أنت ملائكي القلب أنت قطعة من الجنة لو تدري… كل هذا من أجلي. دعك من هذه الدراما لم تحدث حتى في كوكب زمردة. فكيف حدثت معك. أنا لا أقصد شخصًا بعينه… أتكلم وحسب.
ليس من أجل أحد
لا تنخدع بمن يقول لك أنه هنا لأجلك، فكل فعل نقوم به نحن نطلب مقابلًا له سواء فعلنا ذلك عن وعي أو بدون وعي، قد نفعل بعض الأمور لإشباع حاجة من الطفولة، أو لملئ فراغ ما في مكان ما من أرواحنا… أو ربما لوجه الله. لا تغرّك هذه لوجه الله… لأننا نطلب الجزاء من الله وليس لسواد عيونك.
كل هذه الفضفضة والأمثلة فقط لأخبرك أنني أكتب الآن وسأنشر لحاجة في نفسي، وأنت شريك في العملية ولابد لكلمة من كلماتي أن تلامس جزءًا ما منك. جزءٌ مسكوتٌ عنه أو ربما ستستفزك، تحمّلني واقرأ معي …
ربما روحي تطلب اليقظة وجزيرة بالي تنادي روحي للتطهير والتشافي، وقد تكون الرياض تنادي أفكاري للإبداع والتطور أكثر… أو ربما التبت لأتأمل أكثر. وربما قط في الهند يحتاج من يلاعبه وروحي ستلبّي ذلك. قلتُ ما قلته من باب المزاح، نعم ومخلوط بقليل من الجدّ أيضًا.
دعك من كل ذلك، تعال أحدُّثك عن اكتشاف اكتشفته اليوم. لقد عرفت أنّ غسل كومة من الأواني وإعداد العشاء وتقطيع وريقات خس إلى جانب شمندر أخذ مني ساعة. نعم ساعة فقط، إذن لماذا أتحجج طول الوقت أنّ أعمال المنزل تمنعني عن الكتابة. مع الأسف كلنا نمارس هذا النوع من الكذب على أنفسنا.
وبعد تلك الساعة من العمل الشاق أقصد الممتع فقد استهلكته إلى جانب بودكاست، الأمر أشبه بشرب الماء بعد فنجان من القهوة لتزول مرارته… وبعد العمل الشاق، منحت نفسي استراحة مع فيديو على يوتيوب. صدّقني لمجرد فتحه وانتظار الحاسوب ليكتمل شحنه مرّت نصف ساعة كيف؟ لا أدري كيف يحدث ذلك.
هل مازلت تقرأ إلى الآن؟ كم أنّ روحك طيبة، وفي نفس الوقت أشكرك… فالأمر أشبه بجلوسك أمامي متحمّلا ما أقول. قلّة من يفعل ذلك صدّقني أنت رائع، خطرت لي أن أنشر هذه التدوينة دون مراجعة، بدأتُ أخاف من هذياني… أخبرني إن قلت شيئًا لا يجب قوله، نبّهني فقط لأحذف التدوينة. بيني وبينك فقط الله يسعدك ما بدّنا فضايح.
برأيك لو كتبت بهذه الطريقة الرثّة البالية، أظلم نفسي أليس كذلك؟ فلستُ بذلك السوء. حسنًا سأحترم رأيك وأرى كتاباتي بعين الفراشة كما يقولون، وأعتبر نفسي أنثر ورودًا بدل الحروف.
ياه ما أجملك، لهذا قلت لك أنني أكتب من أجلك. وبماذا أحلف لك لتصدّقني أنني من أجلك… لا لا تغضب. لستُ هنا من أجل أحد لأنها الحقيقة، وإنما أنا هنا لمصلحة متبادلة يا عزيزي.
فأنا أكتب لأجل أشياء كثيرة ومن بينها إلهامك ونفعك. لذلك قبل أن أغادرك سأوصيك بعدة وصايا.
وصايا دليلة
- مهما كان الذي تمرّ به حافظ على مشاعر جيدة، وابتعد ما استطعت عن مشاعر الحزن واليأس.
- لا تنفرد بنفسك دائمًا، اجعل لك حديثًا مع الله، أو مع شخص تحبه…
- لا تعش دون هدف، ذلك سيجعل الحياة فارغة…
- لا ترى نفسك من خلال عيون أحد، تخيّل معي أنت تتعب مع نفسك ثم تسمح لمعتوه أن يقيّمك بناءً على فلاتره البالية إنها أقدم من مومياء فرعون فكيف تفعل هذا بنفسك.
- التغيير لا يعني أنك لا تحبّ نفسك أو لا تتقبّلها، بل لأنّ التغيير يكشف لك إلى أيّ مدى يمكن أن تصل.
- لا تسمح لأحد أن يضعك ضمن قالبه الخاص، أو صندوقه…
- لا تصدّق شيئًا مما قلته لك، مرّر كل كلمة تسمعها أو تقرأها ضمن فلاترك الخاصة.
- ولا تثق في فلاترك، فقد تتورّط في فكرة طول حياتك.
وصلنا إلى نهاية المقال، شكرًا لأنك هنا. أعرف أنه ليس من أجلي فقط، بل لمصلحة متابدلة…. دمت بخير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حقوق الصورة البارزة: ليست قطة الهند التي تناديني إنها من موقع بيكسل.