صباحك طيّب ومساءك مسك
تحدثتُ في العدد السابق من الحمام الزاجل عن انقطاع النت وأنني قضيتُ يومي في الاستماع إلى كتاب قواعد الثراء لريتشارد تيمبلر. واليوم سأفصّل أكثر في القصة وما علاقتها بالأفكار، فإن كنت مهتمًا واصل القراءة.
جدول المحتويات
الأفكار أشياء ملموسة
كان الحاسوب الذي أكتب عليه الآن مجرّد فكرة في رأس أحدهم ذات يوم، ولو أنّه انتظر الوقت لتنضج الفكرة أو الأدوات الأمثل لتطبيقها على أمثل وأكمل وجه لما كتب أحد ولما وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم.
كل شيء مادي تراه الآن وتلمسه وتستخدمه هو في الأساس فكرة، لكن الفرق الوحيد هو أنّ أصحاب هذه الأفكار آمنوا بها وطبّقوها على أرض الوقت بما هو متاح ثم طوروها، وعملت الأجيال بعدهم على تحسينها. ونلاحظ اليوم كيف تتحسّن الأشياء وتتطور.
حين كنت استمع للكتاب كان معي دفتري وقلم، وبين أكوام الأفكار التي تتعلق بموضوع الكتاب، خطرت لي فكرة “قلم ومفكّرة” وكتبتها على الدفتر ثمّ نقلتها لاحقًا إلى دفتر مهامي اليومية وحددتُ أنّ يوم الثلاثاء هو يوم تطبيق الفكرة.
لم يكن لديّ ما أقوله لك أو بالأحرى لم أعرف الفكرة الأنسب التي أبدأ بها، فخطرت لي فكرة المفكرة والتقاط الأفكار… لم يكن لدي الطريقة الأمثل أيضًا لتطبيق الفكرة.
لا أجيد برامج تعديل الفيديو ولا تعديل الصوت ولا حتى التصميم. وللأمانة أرى نفسي فاشلة في ذلك… لكن إلى متى؟
ابدأ بالمتاح
بعد إنهاء واجباتي المنزلية وأقصد تحضير الغداء وغيره… تصفحتُ قائمة المهام، لأجد مهمة تطبيق فكرة “قلم وفكرة”. ذهبت مباشرة لفتح برنامج زووم وفتحت مدونتي وكتبت أول ما خطر لي دون أي تنميق ولا مكياج… سجلت الشاشة وقرأت ما كتبت فقط.
بعد أن تحمّل الفيديو فتحته ونظرتُ إلى إعداداته فوجدت أنه يتيح لي قصّ الصوت أو بالأحرى صمت البداية والنهاية، فأزلته بسهولة وكم كنت سعيدة بذلك. ثم ذهبت في زيارة إلى برنامج كانفا والذي لا أجيده أيضًا وصممت صورة مصغّرة لليوتيوب.
ثم لفت انتباهي صنع فيديو فضغطت عليه وحمّلت الفيديو وأزلتُ أجزاء الشاشة وأبقيت فقط على النص، وحين تشاهد الفيديو ستفهم ما أقوله.
قلم وفكرة
أعرف أن لديك الكثير لكتبه وتشاركه مع الآخرين، لكن الوسائل لا تسعفك والمهارات تخذلك في كثير من الأحيان. والخوف من النقد يعيق حركتك… لكن إلى متى؟ ها أنا أشارك معك بالتفصيل الحكاية وما فيها.
أعرف أنّ هناك الآلاف من المصممين ومعدّلي الفيديو الذين لو ألقوا نظرة على قناة اليوتيوب وتصاميمي سيضحكون باقي حياتهم على تصاميمي الرديئة. لكنني أقسم لك أنّ المصمم الناجح والحقيقي سيصفّق لي وليس العكس.
إذن لماذا أتأخر في تطبيق أفكاري لأجل سخيف فاشل لديه متسع من الوقت للنقد والضحك على الآخرين. لا تظلم نفسك وتبقى في مكانك خوفًا من الحمقى ونقدهم ورفضهم. أدرك أنّ الموضوع صعب وأنّك تخاف ولا ترغب بأن يؤذيك أحد في كتاباتك أو تصاميمك أو تصويرك… لكن الانتظار سيقتل مهاراتك، ويدفن الرغبة ويغتال الحماس الذي يولد مع الفكرة.
الآن هو الوقت المناسب
قبل سنوات فكرتُ في بدء مدونة والكتابة عليها والنشر… وحين بحثت في اليوتيوب وجدت الكثير من التعقيدات وشعرتُ أن الموضوع ليس لي، خاصة أن البعض يبالغ في وصف الأشياء ويجعلك تبدو أحمقًا وسط الكلمات التي ينهال بها عليك.
اعتقدت أنّ الموضوع يحتاج إلى ميزانية ضخمة وتفاصيل كثيرة، لذلك أجلتُ الفكرة لسنوات وسنوات… حتى فكرة اليوتيوب، لازلتُ أذكر حين قلت لصديقتي سأبدأ على اليوتيوب ولم أكن أعرف كيف ولماذا ومتى؟
لكنني بدأت في النهاية رغم كل شيء. لا أسرد عليك هذه القصة لتعرف كم أنا شجاعة وجسورة… أنا أخبرك بكل هذه التفاصيل المملة لتعرف أنّ الموضوع لا يستحقّ وكن واعيًا وابدأ رحلتك الآن، ولا تنتظر الوقت المناسب لأنه خرافة ومجرّد وهم.
وفي نهاية التدوينة أتمنى أن تبدأ الشيء الذي تستمرّ في تأجيله دون أن تهتم لشيء. وابق على اطلاع بما أنشره في مدونتي واشترك في الحمام الزاجل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل وطلب خدماتي أرحب بك على واتساب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حقوق الصورة البارزة: Photo by Miguel on Pixels