كتبتُ عنوان هذه التدوينة بعد أن جددتُ اشتراكي في خطة ووردبريس الشخصية، وهذا يعني أنه أصبح لدى مدونتي بنطاق dalila.blog ما يقارب السنة. لأنني جددتُ الخطة قبل أوانها مخافة أن أنساها كما حدث مع الكثير من الخطط والمشاريع.
ثم بقيتُ أجول في مدونتي وأتمعن في جدرانها البراقة. وأتحسس السقف الفخم المزين بثريات مضيئة. وألمس رخام أرضيتها المنمّق…، مهلًا أنا لم أُصَب بالخرف بعد. أقول ذلك لأن المدونة فعلًا هي بيت الكاتب الدافئ. البيت الذي يحق لك أن تكتب فيه كل الهراء والسخافات. ولن يتجرأ أحد ويفتح فاه بكلمة في حق كلماتك، أمازلت تماطل؟
أنشئ بيتك يا عزيزي ودعنا نملأ العالم بالتفاهات، فأنا متأكدة من أنّ تفاهاتنا قد تكون أفضل بكثير وأنفع من الهراء الذي يحقق ملايين المشاهدات. ويسمى بالمحتوى الفيروسي. تبًا له من محتوى لقد أصاب المحتوى النافع في مقتل. ألهذا يسمى فيروسي؟ إذًا يحقّ له التباهي.
أمازلت مترددًا في إنشاء مدونتك؟ أرجوك ابدأ الآن، فالعالم بحاجة لقصصك العادية، ويومياتك الباهتة، فلا تصدّق أنّ العالم مليء بالإثارة والنشوة كما يصورون لك..
لنَعد إلى كتابة تجربة المستخدم. بعد أن أخذتُ الدورة المتقدمة من كتابة تجربة المستخدم، وتصميم المحتوى من موقع Ux Writing بالعربية، بالمناسبة أظنّ أنهم يحتفلون بسنويتهم الثالثة والأستاذ محمود عبد ربه يوزع ساندويتشات شاورما مجانًا، بل إنه يوزع دوراته بتخفيضات بقيمة 650 دولار.
كنت أنظر إلى الشهادة الموقعة من طرف الأستاذ صديقنا الذي يوزع الشاورما، وفكرتُ فيها وسألتُ نفسي: ثم ماذا يا دليلة؟ قاطعتُ شرودي وفتحت المدونة ووضعتُ العنوان الذي يطرق رأسي بلا هوادة. سؤالي المصيري الذي يلحّ ويلحّ لأجيب عليه وأضع خطة على إثره. لذلك دعنا نجب عليه معًا في هذه التدوينة، علّ إجابته تغيّر مصيري ومصيرك.
جدول المحتوى
- جدول المحتوى
- ما هي كتابة تجربة المستخدم؟
- ما هي مهام كاتب تجربة المستخدم
- كيف تصبح كاتب تجربة المستخدم؟
- خلاصة القول
ما هي كتابة تجربة المستخدم؟
وسأعرّفها تمامًا كما يعرّفها موقع كتابة تجربة المستخدم بالعربية على أنها:
“فنّ صياغة النصوص التي تظهر في جميع أنحاء واجهة المستخدم للمنتجات الرقمية، (مواقع الإنترنت، تطبيقات الأجهزة المحمولة إلخ…) كما هو الحال في عالم النشر التقليدي يشار إلى “هذا النص” على أنه نسخة مطبوعة مثلا، ولكن كتابة تجربة المستخدم Ux Writing تختلف عن كتابة النصوص العادية، لأنها تهدف إلى توجيه وتوصيل المستخدم من خلال واجهة الاستخدام بطريقة بديهية وأسلوب بسيط وواضح”.
ما هي مهام كاتب تجربة المستخدم
حاولت أن أبحث عن المهام التي على كاتب تجربة المستخدم أداءها. حتى لا يهضم حقه أو يمنح مهام قد تكون للمصممين أو لكُتاب المحتوى. فلم أجد شرحًا مختصرًا أدق ولا أفضل مما قدّمه الأستاذ محمود في تغريدة له جاء فيها أنّ مهام كاتب تجربة المستخدم تتمثل فيما يلي:
إجراء الأبحاث
- و(تشمل 5 مراحل) على أقل تقدير حسب طبيعة المشروع. (عمليات تنفيذ مرة واحدة أو متكررّة) حسب نتائج a/b testing ونتائج أبحاث UX.
بناء إستراتيجية النبرة والصوت (Voice & Tone Strategy)
- و(تشمل 12 مراحل) على أقل تقدير حسب طبيعة المشروع. (عمليات متكررّة).
بناء إطار العمل (UX Writing Framework)
- و(يشمل 6 مراحل أو أكثر) حسب طبيعة المشروع. (عمليات متكررّة).
بناء دليل أسلوب كتابة المحتوى CSG (Content Style Guide)
- و(يشمل مراحل متعدّدة) حسب طبيعة المشروع. (عمليات متكررّة).
كتابة نصوص مكونات واجهة الاستخدام (UI Components)
- و(يشمل مراحل متعدّدة) حسب طبيعة المشروع. (عمليات متكررّة) حسب نتائج a/b testing.
إجراء الاختبارات (A/B testing)
- و(يشمل مراحل متعدّدة) حسب طبيعة المشروع. (عمليات متكررّة) حسب قياس وتحليل الأداء.
كيف تصبح كاتب تجربة المستخدم؟
نأتي إلى السؤال الصعب وهو ما كنتُ أفكّر فيه قبل كتابة هذه التدوينة، وسأجيب على السؤال حسب ما تعلمت في الدورة وما تعلمته خلال مسيرتي القصيرة في كتابة المحتوى، والخطوات كما يلي:
أتقن الأساسيات
إتقان الأساسيات يتأتّى بأخذ دورة أو تدريب خاص في المجال من طرف خبير. صحيح أنّ القراءة والبحث ستعلمك لكن ليس أفضل من أخذ دورة مباشرة وتفاعلية مع مختص له باع في المجال. خاصة أنّ كتابة تجربة المستخدم تختلف كثيرًا عن أنواع الكتابة الأخرى مثل: كتابة المحتوى والكتابة الإعلانية…
تعلم مهارات كتابة تجربة المستخدم الخاصة
عانيت في بداية الدورة من الخلط بين الكتابة الإعلانية والكتابة الإبداعية وبين كتابة نصوص مكونات واجهة المستخدم. لأن كتابة تجربة المستخدم يا صديقي، تتطلب نصًا سهلًا مفهومًا مختصرًا ودقيقًا يؤدي المطلوب، ويفهمه جميع فئات المستخدمين.
بالمختصر هناك أساسيات لكتابة كل مكون من مكونات واجهة الاستخدام، فالأمر يعتمد على قواعد ومهارات خاصة وليس على إبداع وقريحة الكاتب الفريدة.
أن تكون لديك نظرة كاتب تجربة المستخدم
ألا تكفي نظرة كاتب المحتوى يا دليلة؟ للأسف لا تكفي ياعزيزي. كان بودّي أن أقول لك نعم، لكنّ بعد تعلّم أساسيات كتابة تجربة المستخدم تصبح لديك نظرة ثاقبة تبصر بها الأخطاء في أرجاء الإنترنت. وتكتشف من خلالها التحسينات اللازمة لنصوص المواقع والتطبيقات.
نشر دراسات حالة
بعد أن أصبحت لديك نظرة ثاقبة. وظّفها في دراسات الحالة أي تحسين المواقع والتطبيقات التي ترى أنها بحاجة إلى تحسين وتنشر مهاراتك من خلال مدونتك أو نشرتك أو حتى حسابك على إكس أو لينكدان. وإذا كنت تتساءل كيف تفعل ذلك، فتصفح صفحة دراسة حالة على موقع كتابة تجربة المستخدم.
العمل على مشاريع وهمية
يمكنك التعاون مع مصمم واجهات الاستخدام على مشاريع وهمية للتمرّ في المجال، أو افعل كما فعلت أنا واشترك في دورات موقع كتابة تجربة المستخدم لتعمل على مشروع يحاكي المشاريع الواقعية وتحصل على تقييم من خبير وهذا ما لن تجده في مكان آخر.
صمم معرض أعمالك
لنفترض أنك أتقنت الأساسيات، وأصبح لديك عين ثاقبة ناقدة ترى مواقع القصور والخطأ في المنتجات الرقمية وتقدم تحسينات في شكل دراسة حالة وتنشرها في مكان ما. إذن أنت مؤهل تمامًا لجمع ما فعلت في ملف واحد وتقديمه للعملاء.
أو التطوع لتقديم تحسينات للمواقع التي ترى أنّ لديها القابلية للتعاون.
انضم لمجموعات كتابة تجربة المستخدم
لتبق على تواصل دائم بالمجال، عليك الانضمام إلى مجموعات كتابة تجربة المستخدم على تلجرام أو منصات أخرى. وهذا ما توفره منصة كتابة تجربة المستخدم لمتدربيها على منصة سلاك. لتكون مستعدًا لقبول العروض التي تقدّم في هكذا مجموعات، إضافة إلى تحسين حسابك على منصة لينكدان.
راسل المواقع
لا تنتظر أن تطرق الوظيفة بابك، بل ابدأ بمراسة المواقع والشركات عن طريق ما يسمى الرسائل الباردة.
أنشئ محتوى
لا أكتب هذه التدوينة لأجل سواد عيون التخصص، بل هو نوع من التسويق بالمحتوى. افعل ذلك أنت أيضًا وستغيّر مصيرك بإذن الله. أتمنى أن تكون تدوينتي القادمة عن التخصص في موقع كتابة تجربة المستخدم بالعربية، تمنى لي التوفيق لو سمحت.
خلاصة القول
لا أحد سيسهر ليله ليفكّر كيف ستصبح أنت كاتب تجربة مستخدم أو أي تخصص آخر. لذلك استيقظ وشمّر على ساعد الجدّ وابدأ السعي نحو أهدافك ولو بأقلّ القليل. ألم تعتبر من إخواننا في غزة يحاولون رغم الحرب (كان الله في عونهم)، فما عذري أنا/ت، هذا الكلام أوجهه لنفسي بدايةً قبل أي أحد. وإلى تدوينة أخرى بإذن الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حتى وإن لم تعجبك التدوينة، ولم ترغب في توظيفي أو التعامل معي لكتابة نصوصك، لكن في حال قرأت رأي الأستاذ محمود وغيّرت رأيك تواصل معي على واتساب وأبشر بخدمة تسعد قلبك:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حقوق الصورة البارزة: Photo by Kelly Sikkema on Unsplash
مدوّنة دليلة رقاي 