كيف وأين أجد عملاء لي في مجال كتابة المحتوى؟

يا مساء الخيرات…

كنتُ في السابق، أي قبل دخول مجال كتابة المحتوى سنة 2022 أقول في نفسي من سيشتري حروفي. قلتها بتهكّم واستهزاء حينها، وفكّرتُ أنّه عليّ البحث عن وظيفة أيًا كانت عدا الكتابة. لم أؤمن وقتها ولا بأي شكل من الأشكال أنّ الكتابة تأتيني بالمال. يا لك من ذكيّ، لقد قرأتَ أفكاري… كنتُ أؤمن بتلك المقولة … [الكتابة ما تأكّل عيش].

آمنتُ بها ردحًا من الزمن وكفرتُ بنقيضها جملةً وتفصيلًا. ولهذا السبب لم أبذل أي جهدٍ يُذكر لتطوير مهاراتي في الكتابة والكسب من خلالها. فإذا كنتَ مثلي أي تظنّ أنّ الكتابة “ما تجيبش دراهم” وهذا تعبير عاميّ في بلدنا الجزائر، فسيصعب عليك إيجاد عملاء يدفعون لك مقابل الكتابة.

حلقة بودكاست تسحق كل خرافة تحوم حول المال والكتابة.

سأجيب في مقال اليوم على السؤال الذي عنونتُ به مقالي، من خلال خبرتي الصغيرة، وتجاربي في إيجاد العملاء فخُذ منها ما يناسبك واترك الباقي. ولنبدأ على بركة الله.

جدول المحتوى

  1. جدول المحتوى
  2. حدد تخصصك لتعرف جمهورك
  3. استخدم منصات العمل الحر
  4. أنشئ ملفًا شخصيًا يجذب العملاء
  5. استتغل منصات التواصل
  6. استخدم لينكدان
  7. استخدم الرسائل الباردة
  8. وسّع شبكة علاقاتك
  9. التسويق بالمحتوى
  10. تقديم خدمات مجانية

حدد تخصصك لتعرف جمهورك

كما سبق وقلتُ أنني سأتحدّث من واقع تجربتي وخبرتي، وقد سألتني الزميلة عبير عن النشر في مدونتها وأي تخصص تختار، فكان جوابي مختصرًا وهو:

  • اكتبي عددًا لا بأس به من المقالات في تخصصات شتّى تفضّلينها أو تروقك، أو حتى تتمحور حول دراستك، أو خبرتك في الحياة. كأن تكتب صيدلانية عن تجاربها مع الأدوية، وكذا قصص المرضى الذين يقصدون الصيدلية كل يوم.
  • بعد النشر لفترة من الزمن سيتحدد المجال الذي تبرع فيه، وذلك من خلال تحليل ردود أفعال القراء وتعليقاتهم عل مختلف المنصات.
  • وبعد أن يظهر تخصصك سيظهر جمهورك، وستعرف احتياجاته ونقاط ألمه التي ستكون أنت طبيبها بمحتواك. وبالتالي يمكنك الآن إيجاد عملاء.

مثال:

أسماء صيدلانية [أسماء شخصية حقيقية وأشكرها لاهتمامها بما أقدم]، تعمل في صيدلية خاصة لفترة من الزمن، قررتْ أن تدخل مجال كتابة المحتوى، وبدأت تكتب مقالات مختلفة تخصّ الصيدلة والأدوية أحيانًا، وأحيانًا أخرى تطوير الذات، وفي بعض المرات تتطرق لأمور في العلاقات.

وبعد فترة من الزمن لاحظتْ أنّ جمهورها يتفاعل مع مقالات الأدوية، وقصصها مع المرضى الذين يقصدون الصيدلية، وتتلقّى أسئلة تتعلق بهذا الموضوع دون غيره.

هنا قررت أسماء أن تتخصص في مجال تخصصها، وتكرّس خبرتها وخلفيتها في كتابة محتوى يتعلق بالأدوية والطب أحيانًا. ومن ثمّ فهمت أنّ عملاءها هم شركات الأدوية، وأيضًا الشركات، والهيئات التي تتعلق بالطب والصيدلة…

وهنا بدأتْ في مراسلة هؤلاء العملاء بملفات لأعمالها، وتعرض عليهم خدماتها. [سأتطرق لاحقًا بإسهاب لهذا الموضوع وكيفية التواصل].

استخدم منصات العمل الحر

لستُ هنا لأخبرك ما هي منصات العمل الحر، لأنك لو بحثتَ ستجد عددًا من مقالات القوائم التي تذكر هذه المنصات سواءً الأجنبية أو العربية منها، وبشيء من التفصيل.

صورة لنتيجة البحث بالكلمة المفتاحية: منصات العمل الحر.

وللأمانة ليس لي خبرة في العمل عبر منصات العمل الحر، لا العربية ولا حتى الاجنبية. وهنا أودّ أن أحث الذين نجحوا في بيع خدماتهم عبر منصات العمل الحر العربية والأجنبية أن يشاركوا خبرتهم مع الآخرين.

أستغرب وأقف حائرةً مذهولة من أولئك الذين يتبجّحون بأرقام هائلة قد حققوها عبر هذه المنصات ولا يشاركون خبرتهم. لماذا لا تفعلون كما يفعل يونس في مقاله الرائع منصات العمل الحرّ العربية: تجربتي ونصائحي لكلّ مُقبل على العمل فيها. وكما كتبت أيضًا المبدعة سارة شهيد عن تجربتها مع منصات العمل الحر.

تعدّ رحلة سارة وتجربتها ومدونتها من الأمثلة التي تستحق الذكر والإشادة في الوطن العربي، ويسعدني دعوتك للاستماع إلى حلقتي معها في بودكاست رحلة كاتب محتوى.

حلقتي مع المبدعة سارة شهيد.

وبينما أنا أبحث عن أشخاص شاركوا تجاربهم مع العمل الحر، تعثرتُ بمدونة العمل الحر للمبدعة بسمة الجهني، تشارك فيها عددًا من المقالات القيّمة في العمل الحر جزاها الله كل خير.

أنشئ ملفًا شخصيًا يجذب العملاء

لم أكن من أولئك الذين جمعوا أعمالهم في ملفات ليشاركوها مع عملائهم المحتملين، لكنني أصنّف نفسي ضمن الفئة التي ترى أنّ أفضل ملف أعمال هو مدونة شخصية [حتى لو كانت مجانية] تشارك فيها خبرتك وتجاربك أو حتى نشرة بريدية [طالع مقالي عن النشرات البريدية ما هي وكف تطلق واحدة]، وهنا تجد الكثير من الأمثلة الرائعة التي يمكنك الاقتداء بها. مثل:

وبما أننا نتحدث عن الكتابة فقد جمع الأستاذ يونس عددًا من الكُتاب العرب، والأجانب ينصح بمتابعتهم في مقاله كُتّاب وكاتبات عرب وخواجات تتابعهم كي تتحسّن كتاباتك وتزداد معلوماتك.

استتغل منصات التواصل

لنفترض أنّك أنشأتَ مدونة وبدأت النشر عليها، الآن بإمكانك مشاركة اقتباسات من مقالاتك، ومقتطفات مع مشاركة الرابط هناك، والتعريف بنفسك من خلال محتواك. وأرجوك توقف عن تسمية نفسك راجي الفردوس وراجية الجنّة، نحن هنا لنعمل وليس لنلعب لعبة الغمّيضة.

أذكر أنّ إحداهن سألتني عن كيفية النشر لإيجاد عملاء عبر فيسبوك، فنصحتُها بوضع اسمها الحقيقي، بدل المستعار الذي تضعه، فقالت أنّ أهلها لا يسمحون، فأخبرتُها أنّها إن لم تعالج هذه المشكلة لا يمكنها الذهاب بعيدًا. فنحن في عصر الوضوح والبناء علنًا.

لا بأس بتسميات غير حقيقية للحسابات وحتى المدونات من أجل حرية النّشر، لكن لأجل العمل لن يترك العميل أحمد القاضي [مثال فقط] يضع نبذةً عنه، ويشرح خدماته ومهاراته بوضوح، ويضع نماذج حقيقية لأعماله. ويذهب ليوظف النّاشر الحر الذي لا يعرف عنه شيئًا، سوى اسمه المستعار.

لستُ ضدّ التخفّي وعدم الظهور، لكن هذا لن ينفعك دائمًا، ولن يبني لك علامة شخصية. طالع المقالات التالية لبناء علامة شخصية ناجحة:

استخدم لينكدان

سبّب لي لينكدان عقدة، ولم أحصّل منه أي عملاء، لكن الكثير حقق منه علاقات قوية فتحت لهم أبوابًا للفرص، وجلب لهم عملاء حقيقيين ودائمين. وإذا قررتَ أن تبدأ من لينكدان فأنصحك بمطالعة:

استخدم الرسائل الباردة

لم أستخدم الرسائل الباردة بشكل واسع، لكنني جربتها ووجدتُ الفائدة، وتحدثتُ عنها في إحدى مساهماتي على منصة حسوب: كيف كتبت (رسالة باردة Cold emailing) لعميل دافئ وأقنعته؟ وعند الحديث عن الرسائل الباردة لا يمكنني تجاهل وصفة الأستاذ طارق الموصللي للرسائل الباردة. اقرأها ولا تقلق فهو يقدّم وصفة دافئة.

فكّرت في إنشاء نموذج أو قالب للرسائل الباردة، لكنني تراجعتُ بسبب قلة خبرتي. ولأنّ الأستاذ يونس أزاح عنّي عناء ذلك، وكتب بالتفصيل عن موضوع الرسائل الباردة، وقدّم طرقًا حقيقية ومجربة في مقاله: كيف تحصل على أول دولار عبر الإنترنت؟ [طريقة مُجرّبة ومجدية 2024].

وسّع شبكة علاقاتك

قلتها وأعيدها: العلاقات أهم من المال، لأنّ العلاقات تأتيك بفرص لم تحلم بها أبدًا. وبما أنني سبق وذكرت أنّ الرسائل الباردة تأتيك بالعملاء، فهي تصنع لك العلاقات أيضًا، خاصّة إذا كان تواصلك احترافيًا. أنشر باستمرار وتفاعل مع جمهورك، وشارك تدويناتك مع الآخرين واذكر إنجازاتهم في مقالاتك، وأشر إليهم عبر منصات التواصل الاجتماعي.

أنصحك أيضًا بالاشتراك في رديف لبناء شبكة علاقات أوسع ومع مبدعين في مجال الكتابة. خاصة أنّ رديف يجمع خيرةً من الكُتاب العرب النشطين على الإنترنت حاليًا. إخلع نعليك وسِر وتعرّف على الآخرين، وتجرّد من كبرياءك لأنّ الكبرياء والغرور هو عدوك الأول.

التسويق بالمحتوى

ما أكثر الحديث عن التسويق بالمحتوى، ولو بحثتَ ستجد آلاف المقالات. لذا أنصحك بقراءة مقالي على مدونة نكتب لك حول التسويق بالمحتوى. باختصار عرّف بنفسك من خلال محتواك سواءً النصّي مثلما أفعل أنا الآن، أو من خلال الفيديو، والبودكاست وغيرها من الطرق.

ولأننا نتحدث عن الكتابة، أكتب وانشر واترك أثرك في كل مكان تستطيع النشر والكتابة فيه. سيكون ذلك إرثك والعلم الذي يُنتفع به بعد مماتك. ومن ناحية أخرى سيتعرّف عليك العملاء ويصلون إليك من خلاله.

تقديم خدمات مجانية

نصحني الكثير بتقديم خدمات مجانية، لكنني أرى أنّ أفضل خدمة مجانية هي أن تكتب في مدونتك أو نشرتك، لأنّ الكتابة في مكان أنت تملكه لن يعرّض مقالاتك للاختفاء أو الحذف. لنفترض أنّك قدمت مقالات مجانية لإحدى المدونات، وتعبتَ في جمع المعلومات. وبعد سنة قررتْ المدونة تغيير التخصص، غالبًا لن يتصلوا بك ليعطوك مقالك لتنشره في مكان أكثر أمانًا.

ومن ناحية أخرى ستحتاج مقالاتك لتشير إليها كما أفعل الآن، وستزيح عنك تعب الإجابة على أسئلة متكررة. وسترسلها للآخرين لينتفعوا بها. كما قد تجمعها في كتيّب كما فعلتُ أنا مع كتابي المجاني رحلة كاتب محتوى.

أشكرك على قراءتك. ويسرّني استقبال رسالتك، أو طلبك لخدماتي، أو استشارة في الكتابة

بصدر رحب على واتساب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حقوق الصورة البارزة: من تصميم الذكاء الصناعي.


اكتشاف المزيد من مدوّنة دليلة رقاي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

7 رأي حول “كيف وأين أجد عملاء لي في مجال كتابة المحتوى؟

  1. كل ما تكتبينه يروق لي يا دليلة، ويفتح لي أبوابًا مقفلة.. شكرًا لك

    وعلى ذكر الرسائل الباردة، عملت لها أربع قوالب متتالية، أيّدها أ. يونس. ستكون قريبًا على مدونتي بشكل مجاني بإذن الله

    إعجاب

اترك رداً على mariamalhajry إلغاء الرد